قال المسرحي يوسف الخميس في جمعية الثقافة والفنون، بأولى فعاليات منتدى الأحساء الثقافي، الخميس الماضي، إن حياته المسرحية في مسرح الحارة، وأسطح المنازل، فقد عشق المسرح منذ سني دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وترأس فرقة تضم عدداً من شباب الحارة والمدرسة لتقديم العروض المسرحية على أسطح المنازل، وفي ساحات الأحياء مع أصدقائه. وأضاف أنه كان يطبع تذاكر المسرحيات في إحدى المطابع القديمة، وكان سعر التذكرة ريالاً واحداً، وكان يمنح صاحب المنزل إيجار ذلك اليوم، ثم يتم الانتقال من منزل إلى آخر حسب ظروف تلك المنازل، وهذا شكَّل نوعاً من التعاضد بسبب انعدام الموارد المالية في ذلك الوقت. وذكر الخميس بأنه كان يقتطع من مصروفه اليومي لجمع مبلغ يتم الاستفادة منه في تغطية تكاليف تلك المسرحية، بل إن عشقه للمسرح جعله يخبئ الملابس التي تستخدم في المسرحيات عن والده، فالوالد كان حريصاً على مواصلة يوسف لدراسته دون الانشغال بأي شيء آخر، ولكن حب المسرح جعله يفعل ذلك، حتى أنه كان ينقل الملابس من فوق أسطح المنازل، مع زملائه، خوفاً من والده، ويحرص على الاجتماع مع شباب المسرح لعمل بروفات لتلك المسرحيات. وساهمت الفرحة الكبيرة التي قوبل بها الخميس من محبيه في تشجيعه على سرد رحلته الشاقة منذ الصغر، كونه تحمل المسؤولية الكاملة بعد سفر والده إلى المنطقة الشمالية لسنوات عدة للبحث عن لقمة العيش، حيث كان يعمل بعد الظهر في بيع المعادن لتأمين لقمة العيش لأسرته، وكذلك تأمين بعض المستلزمات للفرقة المسرحية، كما حرص على اقتناء الكتب المترجمة التي كانت تُباع في سوق الخميس ذلك الوقت.وعندما انتقل إلى الحياة العملية، بادئاً مشواره العملي في شركة أرامكو السعودية لمدة ست سنوات، سنحت له الفرصة للانخراط في ثلاث جهات هي الخطوط السعودية، وجامعة الملك فيصل، وأرامكو، وأثناء تواجده في الرياض، في الجامعة، قرر أخذ وردة وبدأ بنزع بتلاتها، مع ذكر أسماء تلك الجهات لتدله البتلات على الاختيار الصحيح، حتى استقر به الحال في أرامكو. ومع ذلك كان حب العمل الكشفي والمسرحي سبباً في جعله ينخرط في نادي الجيل القسم الثقافي، وتكوين فرقة حصلت على عدد من الجوائز في هذا المجال، وحين ذاع صيته، كأحد أبرز المنتسبين للأندية في المجال الثقافي، قدم له مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب، سابقاً، عبدالعزيز ناصر الشعيبي عرضاً للعمل في رعاية الشباب، رئيساً للقسم الثقافي والاجتماعي، فما كان منه إلا أن وافق، ليترك العمل في الشركة. وأكد الخميس بأنه لقي دعماً كبيراً من الشعيبي، وتعاون مع الأندية، ما جعل مكتب الأحساء يتصدر مكاتب رعاية الشباب على مستوى المملكة في هذا المجال، وترشيحه لترؤس عدد من الوفود الشبابية داخل وخارج المملكة. وعرج الخميس على مشاركته في مجال الكشافة، وكذلك ترؤسه لوفد المنطقة الشرقية في مهرجان الجنادرية، وكذلك المشاركة في مواسم الحج.وكان رئيس القسم الثقافي في الجمعية، عبدالله الخضير، بدأ الأمسية بكلمة قدم خلالها الضيف بصورة رائعة قال فيها إن الخميس مجموعة إنسان وشمعة لا تعرف الانطفاء، وقام عريف الأمسية سليمان الجمل بتقديم الضيف، وعرج على عدد من المواقف والبرامج التي قدمها الخميس خلال مسيرته التي امتدت أربعين سنة. وفي نهاية الأمسية، تم تكريم المسرحي إبراهيم الجميعة، ومحمد النجادي، وسليمان الجمل، ثم قدم مدير الجمعية علي الغوينم شكره للحضور، منوهاً بالدور الكبير للضيف، وتقدير الجميع له لما قدمه لشباب المنطقة بصفة خاصة، وشباب المملكة بصفة عامة.