والتقيت موظفاً في شركة مقاولات قال إنها تشارك في تنفيذ أعمال في مطار جدة. وجدته في شركة تأمين، ولأن لي به سابق معرفة سألته ماذا يفعل فقال: أدفع التأمين الطبي لي ولبعض العاملين. لكنه أوضح أنه وصغار العاملين في الشركة يدفعون التأمين من جيوبهم ولا تدفع الشركة الكبرى هذه عنهم. فلما تعجبّت من قوله قال: إن رواتب العمال لا تزيد في معظم الحالات على 600 ريال في الشهر وليتهم يدفعون لهم بانتظام، بل يتركونهم دون رواتب لمدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر. أما كبار الموظفين الذين قد تصل رواتبهم إلى مائة ألف ريال فإنهم يحصلون على تأمين طبي مميَّز ولعائلاتهم وذويهم، وهم الذين يحصلون على بدل السكن الخيالي والتذاكر والسفر على نفقة الشركة حتى لو كان لعمل خاص بهم، الصغار الذين يشكلون عصب الشركة لا يحصلون حتى على الفتات.. ثم سألت بعضاً ممن أعرف من العاملين السعوديين في الشركات الخاصة تلك التي كانت حكومية وتم تخصيص قطاعات منها، فوجدت أن الكبار يحصدون كل شيء، أما صغار الموظفين فلا يحصلون إلا على أجزاء بسيطة للغاية يمنُّها كبار المسؤولين في تلك الشركة على الصغار، بل ويهددونهم بالإنذار والحسم والفصل إن لم يبدوا رضاهم الكامل عن كل ما يرون ويسمعون ولا يتكلمون والشارع مكانهم إن خالفوا ذلك.