يمثل الفهرس العربي الموحد واجهة عربية واحدة جامعة لكل الفهارس العربية، ويجسد مدى الوعي الذي يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في إتاحة هذا الإنتاج أمام المواطن العربي، ودعمه المباشر للفهرس لجمع كل المحتوى الثقافي والنتاج الفكري والعلمي لأبناء الأمة في قاعدة بيانات موحدة تيسر الوصول إلى مصادر المعرفة في المكتبات العربية. ونجح الفهرس العربي الموحد منذ تدشينه عام 2007م في تأسيس نهضة مكتبية عربية شاملة بما يواكب معطيات عصر المعرفة وثورة المعلومات، وأن يقدم خدمات جليلة للباحثين وطلاب العلم وأن يكون بحق نافذة على ذاكرة الأمة العربية، وبوابة للتعريف بالثقافة العربية، وتيسير الاطلاع على الثقافات الأخرى، واستطاع في سنوات قليلة أن يقدم نموذجاً للعمل العربي المشترك المؤسس على خطط علمية واضحة، والمؤشرات على نجاح مشروع الفهرس تتجلى في الزيادة المطردة في عدد أعضائه من المكتبات ومراكز المعلومات الذي وصل إلى أكثر من 300 مكتبة ومركز معلومات يتبعها أكثر من 5000 مكتبة في الوطن العربي، بالإضافة إلى ارتفاع عدد التسجيلات الببلوجرافية في قاعدة الفهرس إلى ما يزيد عن مليون وستمائة ألف تسجيلة تغطي جميع أوعية المعلومات من الكتب والرسائل العلمية والمخطوطات والدوريات والمصادر الإلكترونية والكتب المترجمة إلى العربية. وأسهم الفهرس العربي الموحد كمشروع ثقافي عربي تعاوني بشهادة خبراء المكتبات في جميع الدول الأعضاء في تطوير الأداء المهني في المكتبات العربية عبر تحديث فهارسها الببلوجرافية وملفاتها الاستنادية وتوحيد المعايير والتقنينات في مجال الفهرسة وتنظيم المعلومات وإرساء البنى التحتية لتأسيس المكتبات العربية الرقمية وفق أحدث المعايير والتقنيات، وتحقيق نقلة كبيرة في برامج تدريب منسوبي المكتبات العربية من خلال نجاحه في تدريب ما يقرب من ثلاثة آلاف مفهرس ومفهرسة واختصاصي بالمكتبات الأعضاء. وارتقت الخدمات المتنوعة التي يقدمها الفهرس عبر بوابته الإلكترونية على شبكة الإنترنت، بجودة فهارس المكتبات الأعضاء والتزامها بمعايير الجودة، مما شجع عدد من المكتبات إلى إنشاء فهارسها بالكامل عبر تنزيل تسجيلاتها الببلوجرافية والمداخل الاستنادية من خلال الفهرس العربي الموحد، وهو ما يوفر المال والجهد والوقت لإنشاء مثل هذه الفهارس. وأثمر تعاون الفهرس العربي الموحد مع المكتبات الوطنية في العالم العربي في مجال إنشاء الفهارس الوطنية الموحدة من خلال بوابات للمكتبات بالفهرس عن تقليص تكاليف عمليات الإنشاء والإدارة والمتابعة اللازمة لأعمال الفهرس والتحديث في هذه المكتبات. ويزخر موقع الفهرس ببوابات موحدة للمكتبات الوطنية في كل من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات والسودان والأردن مما ييسر حصول الباحثين والدارسين على مصادر المعرفة في مكتبات هذه الدول بسهولة. وأنشأ الفهرس العربي بوابة خاصة بالكتب المترجمة إلى اللغة العربية تعنى برصد وتسجيل الإنتاج الفكري المنقول إلى اللغة العربية من اللغات الأخرى وإتاحة الوصول إليه عبر شبكة الإنترنت، وأسهم الفهرس العربي في تصحيح المعلومات غير الدقيقة التي كانت موجودة في مكتبات عالمية حول الكتب المترجمة إلى العربية، ومنها على سبيل المثال أن منظمة اليونسكو كانت تقدر عدد الكتب المترجمة إلى العربية بما لا يزيد عن 12 ألف كتاب، في حين أن المعلومات الصحيحة التي تؤكدها التسجيلات الببلوجرافية للفهرس قدرت العدد بما يزيد عن مائة ألف كتاب. وضُمن الفهرس العالمي بتسجيلات مختصرة مع روابط للتسجيلات الكاملة في قاعدة الفهرس العربي؛ بحيث يستطيع الباحثون والدارسون من جميع أنحاء العالم الوصول لمصادر المعرفة في المكتبات العربية باللغة العربية أو اللغات الأخرى، سعياً للإفادة من خدمات الفهرس العربي في التعريف بالثقافة العربية والنتاج العلمي والفكري والإبداعي العربي، وتسهيل الوصول والحصول عليه من خلال أكبر منفذ ببلوجرافي عالمي وهو الفهرس العالمي “WorldCat” الذي يضم في عضويته أكثر من 72 ألف مكتبة في 170 دولة. ووظف الفهرس العربي وسائط الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي للتعريف بخدماته عبر الموقع الإلكتروني للفهرس باللغتين العربية والإنجليزية وفي مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” ويوتيوب” مما كون آثاراً إيجابية في التواصل بين مركز الفهرس العربي الموحد والمكتبات الأعضاء وكل المهتمين بالعمل المكتبي والثقافي والتفاعل الإيجابي في مناقشة مجمل المقترحات والرؤى لتطوير خدمات الفهرس. الرياض | واس