وصف القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة في مصر، عبدالغفار شكر، دعوة جماعة الإخوان المسلمين إلى حوارٍ وطني ب «عقد إذعان» يقضي بأن يرضخ المعارضون إلى شروطهم. وقال شكر، في تصريحاتٍ ل «الشرق» رداً على اتهام الإخوان لجبهة الإنقاذ بالسعي إلى السلطة، إن الإخوان يعتبرون كل معارضة مؤامرة «وهو ما يعكس طريقة تفكيرهم الضيقة»، حسب اعتقاده. وأكد شكر، وهو وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، على حق المعارضة في الاختلاف والتعبير عن الرأي والتظاهر. وأضاف «هم يصورون للمصريين أن جبهة الإنقاذ تسعى لإسقاط الرئيس لأن البرادعي وصباحي وموسي كانوا ينافسون محمد مرسي في الانتخابات، لكن هذا غير صحيح على الإطلاق»، ويأتي حديث «شكر» ردا على تصريحات المتحدث الرسمي باسم الإخوان ل «الشرق» أمس، التي اتهم فيها «الإنقاذ» بالسعي إلى إسقاط الرئيس. وعن دعوات الحوار الأخيرة الموجّهة سواءً من الرئاسة أو من جماعة الإخوان إلى جبهة الإنقاذ، قال شكر «كل رؤساء الأحزاب ومرشحي الرئاسة المنضمين إلى جبهة الإنقاذ سبق أن تحاوروا مع الرئيس المصري ثلاث مرات متتالية»، وتابع شكر «لكنه فاجأهم بعدها وأصدر الإعلان الدستوري الذي أعطاه سلطات واسعة وحصن قراراته والجمعية التأسيسية ومجلس الشورى ومنع المصريين من الطعن في قراراته، مع الأسف الحوار تم وكان الرد عليه تلك الإجراءات الاستثنائية». وتابع شكر «الحوار له أربع أسس رئيسة، أولاً: أن يدور باتفاق الطرفين، ثانياً: وفق أجندة واضحة، ثالثاً: أن يكون علنياًَ، ورابعاً: أن يكون هناك التزام بما سينتهي به الحوار، وكل ذلك ليس موجوداً». ويوجِّه قياديون في تيار الإسلام السياسي اتهامات لجبهة الإنقاذ الوطني بالعمل على تخريب مصر واستعمال العنف للانقلاب على الشرعية، كما تواجه الجبهة اتهامات بتبعية مسلحين لها. وقال شكر «جبهة الإنقاذ الوطني لم تدع أبدا للعنف، نحن ننبذ وندين العنف من الجميع وضد الجميع، نحن نسلك كل الطرق السلمية في المعارضة». وانتهت المرحلة الأولى للاستفتاء على الدستور بنتيجة متقاربة بين موقف التيار الإسلام السياسي الذي يتبنى التصويت ب «نعم» والتيار المدني الذي يدعو للتصويت ب «لا» بعد أن حازت «نعم» على نحو 56.5 % من الأصوات مقابل 43.5 % ل «لا». وقال شكر «التصويت لصالح مواقف التيار الإسلامي انخفض من 77% في استفتاء مارس 2011 إلى 56% في استفتاء الدستور الحالي، والعكس حدث لنا فقد ارتفعنا من 22% إلى 44%»، وتابع «هذا هو المقياس الوحيد الذي يمكن أن تقيس به ما يحدث في الساحة السياسية حاليا»، وأضاف شكر بحزم بالغ «الناس تخلت عنهم وبالصندوق». ووصف شكر، وهو محلل سياسي بارز أيضا، المشهد السياسي في مصر حاليا بقوله «الاستفتاء لم يقسم مصر، مصر مقسومة منذ الانتخابات بين معسكرين، معسكر يريدها دولة دينية، وآخر نتشرف بالانتماء له يريدها دولة مدنية ديمقراطية».