في ملحق الجزيرة الثقافي الجميل، وفي صفحة بعنوان انطباعات عن روايات كثيرة، قال الدكتور حمد بن زيد الزيد إنه قرأها وتعب عليها، بل و«أهدر» أمواله في جمعها. يشيد الناقد الكبير من بين ما قرأ ب «اختلاس» هاني نقشبندي، واصفا إياها بالحصان الجامح وغير المسيس، وبكونها رواية لا ثغرة ولا نقص ولا عيب ولا زيغ فيها. واضعا إياها بعد «شيكاغو» علاء الأسواني، الرواية المحظية بأكثر الرواج في سوق الإشهار العربي والعالمي، لكونها تنقل صورة الشرق المهتز كما يريد سوق القراءة العالمي: فضائحيا ومأزوما، وما «عمارة يعقوبيان» عنا ببعيد. بل يمكن القول إن أحد أكثر من تدخلت السوق الإشهارية في خدمتهم هو علاء الأسواني. وهو نفس الأمر الذي كان يعيبه الناقد النحرير في أولى مقالاته على الكتاب والروائيين السعوديين الذين استحقت كتبهم بحد قوله ونصه: «الزبالة». ولا بأس. ليعجب بأي رواية أو «اختلاس». لكن أن يأتي في ثالث حلقاته، ليكت ب أن أمثال رجاء الصانع وصبا الحرز وسارة العليوي وليلى الجهني الأكاديمية في سطر واحد. لا يصلحن أن يكن روائيات بنظره. وهو الناقد والأديب يكرر الناقد كونه أديبا كبيرا والباحث الذي يجعل من رواية «الأم» الأشهر في تاريخ الرواية الروسية، رواية للشيخ تولستوي. وينك يا مكسيم غوركي فهو أمر لا يمكن أن يكون في باب سوى باب ما سماه هو بكتابة «طق الحنك». ما كتبه عن رواية ليلى الجهني، هو ما أعادني إلى قراءة انطباعاته الكبيرة والعظيمة. فمبدعة «الفردوس اليباب»، لا يمكن أن تكون بسطر واحد مع كاتبة روايات مبتدئات للتو. ولو كانت «جاهلية»، أقل من جمالية وتوحش وتوهج جاهلية الرواية الأولى. يقول الناقد الكبير إن التاريخ سينسى ليلى الجهني المبتدئة وعملها «الإنشائي وثرثرتها البيانية وطق الحنك»، ولن يخلده مع عمل عظيم ك «قصة مدينتين» لديكنز. انظر أي كنز أدبي وقع عليها ناقدنا. هذا نموذج من نقد الدكتور والباحث الشهير والغني عن التعريف كما كتب أحدهم مرة في مقال طويل عنه حيث يقول في الحلقة الافتتاحية لانطباعاته: «ولله في خلقه شؤون.. وشجون أيضا. وهذه الإضافة من عندي وعلى مسؤوليتي الخاصة!». من أين لك الإذن بالفتوى. يقول الدكتور الناقد أخيرا: «إنني لا ألقي هنا درسا أو موعظة وإنما من حقي أن أطالب الموهوبين أن يتعهدوا موهبتهم بالدرس وأن يترك غير الموهوبين مجالات لم يخلقوا لها وبالتالي لا يستطيعون النجاح فيها». ونحن لا نطالبه بأكثر من هذا. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 252 مسافة ثم الرسالة