الغموض الذي يحيط بمستقبل النفط تغذّيه دراسات وأبحاث عالمية تظهر بين فينة وأخرى تؤكد تحوّل دول الخليج العربي من منتج للنفط إلى مستورد في غضون عقود قليلة، يقابلها تطمينات خليجية تذهب بموعد فناء النفط إلى ما بعد سبعين أو ثمانين عاماً!أياً كان الأمر، فالمؤكد أنه سيأتي اليوم الذي نعصر فيه آخر قطرة نفط لاندري إلى أين ستتجه، وكم سيكون ثمنها في ذلك الوقت، حينها لن تتعدى مطامع ابن الخليج البقاء على قيد الحياة (غذاء وماء)!استعداداً لتلك اللحظة الآتية لا محالة، لابد من وقفة جادة، ومراجعة دقيقة للسياسات النفطية، ولتكن البداية بترشيد الاستهلاك المحلي الذي يذهب نصفه إلى إنتاج الكهرباء في الوقت الذي تضيع من بين أيدينا طاقة جبارة بديلة لم نعرف بعد كيف نوظف النفط لصنع «حاضنات» لاحتوائها وخزنها واستخدامها (الطاقة الشمسية)!ثم تسخير الوفر النفطي الناتج من الترشيد وما بقي في باطن الأرض لتأهيل منطقتنا لتبقى صالحة للحياة بعد نضوب النفط، وذلك ببناء استراتيجية للأمن الغذائي والمائي -بمساعدة النفط أيضاً-، كي تذكر الأجيال القادمة آباءهم ونفطهم بامتنان، وقد أسدوا لها معروفاً قبل أن يرحلوا.