انتقد مواطنون من محافظة البدائع في منطقة القصيم ما وصفوه تراخياً وتهاوناً في الطريقة التي نفِّذ بها مستشفى البدائع العام، بعد انتظار من قبل الأهالي دام لأكثر من خمسين عاماً، وأشاروا إلى أنه “عندما تحقق هذا الحلم تفاجأنا بأن المستشفي صمم ونفّذ بطريقة عشوائية، محفوفة بالنواقص”، مؤكدين أنه لم ينفذ بحسب المعايير والاشتراطات التي وضعتها وزارة الصحة. اجتهادات فردية وأكد المواطنون أن جميع العيوب والنواقص في تنفيذ المستشفى كانت بسبب اجتهادات شخصية من قبل مدير المشروعات في المديرية العامة للصحة في منطقة القصيم. وأفاد كل من المواطن عبدالرحمن العريني والمواطن علي السحباني، أن مخاطبة جرت من قبل أهالي البدائع لوزارة الصحة وإمارة المنطقة قبل افتتاح المستشفى الذي يتسع ل 120 سريراً، بعد رصد أخطاء في تنفيذه، لكن المسؤولين لم يتجاوبوا مع شكوى المواطنين، مؤكدين خلو المستشفى من مخارج الطوارئ، وإلغاء مصاعد كانت موجودة على المخطط الرسمي للمستشفى، وعدم وجود تمديدات لشبكة الحاسب الآلي، كما أن جميع أقسام المستشفى تعتمد على آلة ضخ وحيدة للمياه، إضافة إلى تجمع مياه الأمطار عند هطولها أمام البهو الرئيس ومدخل العيادات، وخلو المستشفى من محطة تنقية وتعقيم لمياه الصرف الصحي. تجاوز الإجراءات وعلمت “الشرق” من مصدر مطلع (فضل عدم الكشف عن اسمه) أن آلية تسليم مشروع المستشفى للمديرية العامة للصحة في القصيم لم تكن بطريقة نظامية، بل تم تسلميه إلى إدارة المشروعات في محافظة البدائع، ومن المفترض بحسب الإجراءات النظامية المتبعة أن يتم تسليمه إلى إدارة المشروعات في الوزارة، ثم تسلمه الوزارة إلى المديرية العامة للصحة في القصيم. وأضاف المصدر أن بعض الاستشاريين والاختصاصيين في المستشفى منقولون إليها من المستشفيات المجاورة نقلا تأديبيا، وأشار إلى أن أحد استشارييها كان عضو هيئة تدريس في إحدى الدول العربية، وليس له خبرة عملية في التخصص الذي يمارسه. تجهيزات حديثة من جهته، نفى مدير إدارة العلاقات العامة في صحة القصيم محمد بن صالح الدباسي، صحة ما تحدث عنه المواطنون بخصوص النواقص والأخطاء، مؤكداً أن المستشفى “مجهز بالتجهيزات المتكاملة والحديثة، ويؤدي دوره حالياً بكل تميز، وتشهد على ذلك المخرجات الصحية التي تعتمد عليها الوزارة”، وأضاف أن العاملين في المستشفى يقومون بالأدوار المأمولة منهم، وأنهم مؤهلون بشهادات معتمدة ومعترف بها، وأشار إلى أن أقسام المستشفى مزودة بمخارج للطوارئ، بإشراف مباشر من الجهات الحكومية ذات العلاقة، كما يوجد فيها أربعة مصاعد حديثة وواسعة. تكاتف وأكد الدباسي أن المستشفى يعد أحد أبرز مستشفيات المنطقة، وأن لجانا وزارية واستشارية وقفت عليه لمتابعة ورصد الملاحظات أولاً بأول، معربا عن أمله في تكاتف الجهود بين المواطن ومقدم الخدمة الصحية لخدمة هذه المحافظة بشكل عام، والحفاظ على المقدرات الحكومية والتي أهمها مستشفى المحافظة الحديث.