أكد الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، وعضو اللجنة التوجيهية لمركز التراث العمراني الوطني، الدكتور فهد بن عبدالله السماري، أن الاحتفال على مستوى الوطن الغالي بتكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، بجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني عن فرع جائزة الإنجاز مدى الحياة التي تقدمها مؤسسة التراث الخيرية عرفاناً وتقديراً لجهود سموه الرائدة في المحافظة على التراث العمراني طيلة فترة عمله أميراً لمنطقة الرياض هو توثيق تاريخي لعطاءات سموه في المحافظة على عناصر التاريخ الوطني ومقوماته بصفة عامة والعناية بالنتاج التراثي السعودي خصوصاً، لما يمثله في بناء الهوية الوطنية التاريخية ولكون التاريخ لا يكتمل دون التراث. وهي في الوقت نفسه رصد لجهود سموه المتواصلة، وحرصه على تعزيز الترابط وإبقاء الامتداد بين ماضي المملكة العربية السعودية وحاضرها، واستحضار التراث دائماً بصفته رصيداً ثقافياً غنياً بالدلالات داخل المملكة وخارجها والتوجيه المستمر للعناية به. وقال في تصريح صحفي “لقد حقق سموه حفظه الله المحافظة على التراث بواسطة إيمانه أولاً بأن الأمة التي لا ماضي لها لا حاضر لها ولا مستقبل ، ثم برؤى إدارية عدة جعل منها سياسة عمرانية للعاصمة الرياض وللمدن كافة، منها استحضار المآثر العمرانية التي شهدت انطلاق الدولة السعودية الحديثة في دروب التطور والتقدم واحتضنت طموحات المجتمع في بداياته، وإتاحتها حاضرة في المشهد اليومي والذاكرة الشعبية للأجيال المتعاقبة مدى الحياة، وحفظها من الطمس أو الهدم أو الإهمال والنسيان بل وجعلها ماثلة أمام القراءات والدراسات العلمية، فأسس حفظه الله للعاصمة خلال أكثر من خمسة عقود ثقافة عمرانية في البناء والتشييد مزجت بين الأصالة والتحديث بدون إفراط ولا تفريط في أحدهما”. وأضاف “أصبحت هذه التقاليد الثقافية العريقة جزءاً من حياة الرياض وخططها المدنية التطويرية وسماتها وتاريخها حتى اليوم وقدمت للمدن الأخرى في ذلك القدوة والنموذج، ورسّخ في وعي المؤسسات المعنية والأجهزة الحكومية في منطقة الرياض الاهتمام بالمباني الأثرية والمقرّات الأولى للدولة السعودية الحديثة، والاحترام لدورها التاريخي ودلالاتها الاجتماعية والثقافية، وأسس في الرؤية الإدارية لتلك الأجهزة مبدأ التوازن بين الإرث والمستقبل لتكون هذه المآثر العمرانية شهوداً على عصر توحيد البلاد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، ويقيناً أمام الأجيال السعودية، وموضع فخر واعتزاز يدلل على القيمة الحضارية والتاريخية للوطن، كما جعل منها موضعاً للاقتباس للإنشاءات العمرانية التالية ، ولعل مشروع تطوير منطقة الحكم وفق نظرة استشرافية وأسس عمرانية تراثية في اللون والشكل والتصميم خير دليل على محافظة سموه حفظه الله على القيم العمرانية الموروثة والدعوة لتعزيزها وتطبيق هذه الدعوة على مقر إمارة منطقة الرياض أولاً”. وتابع الدكتور السماري يقول “إن دارة الملك عبدالعزيز التي يرأس سموه حفظه الله مجلس إدارتها إحدى الجهات التي أكد في مسيرتها الاهتمام والعناية بالتراث العمراني من خلال مشروع الاهتمام بقصور الملك عبدالعزيز ومقرّاته والقصور التي سكنها ومرها في رحلاته طيب الله ثراه كما حرص سموه على توقيع الدارة اتفاقية مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لتوثيق الأماكن والمواقع التاريخية في المملكة، كما خدمت الدارة هذه الرؤية من خلال عدد من إصداراتها المتخصصة في هذا المجال، ومن خلال أرشيفها الفوتوغرافي، ثم بوضع توثيق التراث العمراني، والإدلاء عنه ضمن المسارات الرئيسة لأي مشروع علمي ذي علاقة بهذا التراث تقوم به الدارة”. وأوضح أن قبول الأمير سلمان لهذه الجائزة التي تعبر عن اهتمام الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بالمآثر التراثية المختلفة والمحافظة عليها، وإحياء دورها من خلال عدد من الأجهزة والمؤسسات والمهرجانات والجوائز هو قيمة إضافية كبيرة للجائزة، وتشريف لدورها الثقافي، وترقية لمعانيها في سياقها الوطني والتنموي، وإعلاء لقيمتها في المحافظة على السمات العمرانية السعودية، وفيها تتبلور الدعوة المستمرة للمجتمع على تحمل مسؤولياته أمام التراث العمراني في كل المناطق والأزمنة. الرياض | واس