titlepiece ترجمة : مريم آل شيف بدأت مسألة انعدام الثقة بين الأكراد والمعارضين السوريين بعدما خرج نظام بشار الأسد من بعض مناطق ثاني أكبر مجموعة عرقية في سوريا. وبدأ النزاع تحديداً عندما ضرب الأكراد شاب يدعى محمد في أحد نقاط التفتيش الكردية مما جعل محمد يفكر في الانتقام وتجميع أصحابه لإطلاق النار على الأكراد، وتبادل الطرفان إطلاق النار مما أدى إلى وفاة محمد نفسه وأخيه وثلاثة من أصحابه وفي الجانب الآخر توفي ثلاثة أكراد. وأدت هذه الحادثة إلى اتفاق كلا الجانبين على هدنة بشأن نقطة التفتيش تلك الواقعة في شمال سوريا وانسحاب الأكراد منها. تدل هذه الاشتباكات العنيفة التي وقعت الشهر الماضي على التوترات التي بدأت في أعقاب الانتفاضة السورية. الأكراد هم ثاني أكبر مجموعة عرقية في سوريا حيث يبلغ عدد الأكراد في سوريا 3 ملايين نسمة من أصل 23 مليون مواطن سوري يعيش معظمهم في شمال البلاد. وعانى الأكراد في سوريا من الأنظمة المتعاقبة في دمشق ويطالبون الآن بحقهم في تقرير المصير ولكن مصيرهم ليس واضحاً حتى الآن وهل سيكون وضعهم أفضل حالاً بعد نظام الأسد أم لا؟ انسحبت القوات العسكرية السورية من الأراضي الكردية تماماً في الصيف الماضي ويبدو أن انسحاب الأسد كان استراتيجياً حيث يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي -أكبر مجموعة سياسية كردية- حليفا مقربا من حزب العمال الكردستاني الذي يحارب أنقرة منذ عقود. وتعتبر تركيا أكبر أعداء الأسد في الإقليم ومهما كانت دوافع الأسد في الانسحاب فإن الثقة بين الجيش السوري الحر والقيادة الكردية انعدمت. ويتهم الجيش الحر الأكراد بأنهم عملاء لنظام الأسد وإلا لماذا لاينضم الأكراد للمعارضة السورية. عارض الشيخ عمر وهو قائد في بلدة الباب السورية التي يسيطر عليها المعارضون، مطالب الأكراد بالفيدرالية في سوريا الجديدة بعد الأسد قائلاً: «ما الذي يعنيه الأكراد من الاستقلالية؟». وفي ناحية أخرى من سوريا، يعيش الأكراد وعرب سوريا في وئام تام حيث تعتبر مدينة قباسين، شمال حلب والبالغ عدد سكانها 18 ألف نسمة، نموذجاً في التعاون بين الأعراق. وقال رئيس البلدية الكردي بشار مسلم: «نحن إخوة ولاتوجد فروق بيننا» مشيراً إلى نائبه العربي.