يترأس علي ابو السكر الهيئة الاردنية لنصرة الشعب السوري كما يترأس مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي (الذراع السياسية للأخوان المسلمين). وهنا حديث معه عن نشاط الهيئة وعن موقف الأخوان المسلمين من ما يجري في سورية. ما هي الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري وما هي أهدافها؟ - هذه الهيئة مشكلة من مختلف أطياف المجتمع الأردني، وتضم رجال دين وشخصيات إسلامية ويسارية وقومية وإعلاميين ونقابيين. الهيئة تشكلت وغايتها الدعم المعنوي للشعب السوري من خلال بعض الأنشطة الشعبية والإعلامية، وللتواصل مع الشعب الأردني بهدف حضه على دعم الانتفاضة في سورية. والجانب الثاني من عمل الهيئة يتمثل في ممارسة الضغوط على الحكومة الأردنية لاتخاذ موقف الى جانب الشعب السوري. والجانب الثالث من عملنا هو إغاثة اللاجئين السوريين الى الأراضي الأردنية. ما هو عدد اللاجئين السوريين في الأردن؟ - لا عدد محدداً للاجئين، كون الحكومة رفضت اعتبارهم لاجئين. لكن أحصينا نحو 250 عائلة معظمهم نزح الى منطقتي الرمثا والمفرق. كيف تقومون موقف الحكومة الأردنية من الانتفاضة السورية؟ - الموقف الرسمي الأردني في الموضوع السوري مرتبك ومتردد وله حسابات معقدة وكثيرة وناتجة من موقعه. هل تتفهمونها؟ - بصراحة لا نتفهمها. لماذا إذاً تتفهمون خصوصية حركة «حماس» في هذا الموضوع؟ - حركة «حماس» لم تقبل لنفسها أن تكون مع النظام السوري مع العلم أنها النقطة الأضعف. فالنظام الأردني أكثر تحرراً من «حماس»، ولذلك المطلوب منه أن يتخذ مواقف مختلفة، خصوصاً أن الأردن منسجم مع التوجهات الغربية والأميركية ولذلك لن يدفع ثمناً نتيجة اتخاذ مواقف ضد النظام السوري. والأردن له علاقات وثيقة مع ما يسمى بدول الاعتدال العربي وهذه الدول أخذت خطوات أكثر من الأردن في الموضوع السوري. بالتالي لا مبرر لهذه المواقف المترددة. ليس مطلوباً من الأردن أن يعلن الحرب على النظام في سورية ولكن أن يعلن مواقف مثل الأتراك والمواقف الخليجية. غريب أنكم في موقع واحد مع الولاياتالمتحدة الأميركية؟! - أنا أشك في أن الولاياتالمتحدة الأميركية مع حرية الشعوب، النفاق الأميركي الذي لمسناه وعايشناه يجعلنا نشك في كل موقف أميركي. بمعنى آخر ما حصل في مصر حصل رغماً عن الجميع بمن فيهم أميركا. أميركا ليست بنفس القوة والثورات فاجأت الجميع، وفي الأردن أكبر داعم لفساد النظام هو الولاياتالمتحدة الأميركية والسفير الوحيد الذي بارك التزوير في الانتخابات الأردنية هو السفير الأميركي، لذلك نحن لا نسلم بهذه الحقيقة. لكن الولاياتالمتحدة تطالب الأردن بإصلاحات تتيح تعزيز حضوركم في البرلمان، وهناك كلام عن لقاءات بينكم وبين الأميركيين؟ - لا يوجد بيننا وبين الأميركيين أي لقاء، ورفضنا واعتذرنا عن كل الطلبات التي تقدمت لنا على هذا الصعيد. والمطالب الأميركية نحن نفهم دواعيها، فهي ترى أن بقاء النظام يتطلب إصلاحات وبقاء النظام في الأردن مصلحة إقليمية ودولية، ولهذا تبنى الأميركيون الإصلاحات. إذاً هناك مصلحة مشتركة بينكم وبين الأميركيين للإصلاح في الأردن، فلماذا لا تتجاوبون؟ - نحتاج لتقديم نموذج أميركي واحد يعطي مصداقية لحفلة العلاقات العامة التي أدارها أوباما، وما زال يديرها حتى هذه اللحظة. فهو أعلن جملة من الوعود لم ينفذها حيال العالم الإسلامي، خطابه في تركيا ثم في مصر، لم ينفذ أي شيء منهما. ثانياً نحن ننطلق من قراءة ذاتية في مشروعنا الإسلامي وهذا المشروع ليس عيباً لو تقاطع مع بعض القوى سواء كانت أميركا أو روسيا ، وإنما لا بد من التعامل بحذر. أميركا ليس لها صديق. والعقدة هنا هي المسألة الفلسطينية، ومحاولة تطويع الأوضاع لتستجيب لمطالب الرباعية كالاعتراف بإسرائيل. ويجب أن نبقى حذرين من التعاطي الأميركي حتى تنتج صورة أخرى. نحن ندرك أن أميركا خسرت جملة من المعارك في أفغانستان والعراق. ومن غريب المفارقات، أنها سمحت بإنشاء مكتب تمثيل لطالبان في قطر كمؤشر على فشل السياسة السابقة وسعيها لإيجاد علاقة مع قوى المستقبل ومن ضمنها الحركة الإسلامية. هذه المحاولات إذا قامت على تقدير المصالح المشتركة والاحترام المتبادل فليس لدينا مانع. هل أنتم مع تدخل حلف الأطلسي في سورية؟ - نحن ضد التدخل الأوروبي في أي دولة عربية كانت. عسكري، أي بمعنى، وجود قوات على الأرض. بالشكل الذي حصل في ليبيا وتأمين حماية المدنيين ليس لدينا مانع، لا بل يمكن أن يكون ضرورة، ولا بد من وجود ضوابط لكي لا يتحول الى استعمار أو احتلال جديد.