أوضح الكاتب “معتوق الشريف” أن تغييب مفهوم حقوق الإنسان في مجتمعاتنا ناتج عن أمرين، هما: الحرص على ترسيخ التبعية من بعض الفئات وبعض التوجهات، وكذلك محاربة كل جديد. وقال الشريف في محاضرة أقامها نادي حائل الأدبي مساء الثلاثاء الماضي تحت عنوان “حقوق الإنسان، تغييب المفهوم”، تزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان: إن هذه التصورات موجودة حتى في المناظرات التليفزيونية، مشيراً إلى أن هناك مَنْ ينبري للتصدي لأنه يريد أن يتصدى فقط، موضحاً أن منابر المساجد والمؤسسات الثقافية لا تدافع عن هذه الحقوق. واستشهد بمديري بعض الدوائر الحكومية بأنهم يعطلون أحكاماً شرعية أو قرارات وزارية حرصاً على ترسيخ التبعية. وكان الشريف قد قال في بداية محاضرته، التي قدمها سعود الرفاع: إن “حقوق الإنسان تذكِّر الإنسان بأن له كرامة، وأنه خلق حراً ومنزهاً، وفي فترة من الفترات لم يكن للإنسان قيم، ونشبت الحروب التي تزهق أرواح البشر، فهب عدد من النشطاء لصون كرامة الإنسان، ونتج عن ذلك الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، الذي هو بمواده الثلاثين معيار عالمي لقياس حقوق الإنسان”. وبيَّن أن مَنْ غيَّب هذا المفهوم هو نظرة الناس إلى منظمات حقوق الإنسان على أنها مؤسسات سياسية، مشيراً إلى أنها ذراع لصيانة حقوق الإنسان والمجتمعات. وأفاد بأن مجتمعنا نشأ وتربى على ثقافة حقوق من خلال مبادئ الشريعة الإسلامية، وما نقل من السلف الصالح. وقابل بعض الحاضرين ما طرح في المحاضرة بالنقد، وقالت عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي، الدكتورة “الجوهرة الجميل”، إن الثقافات تختلف، وإننا نعيش تشتتاً ثقافياً وفجوة ثقافية مع الغرب، خاصة في مجال القيم، متسائلة: متى نصل لمستوى التشريع الحقوقي بدقة توائم ما نريده من هذه الحقوق؟. وأوضح المهندس “حسني جبر” أن حقوق الإنسان تستخدم من قبل الغرب “كحقِ يراد به باطل” من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مستشهداً بتقويم الغرب للصراع العربي الإسرائيلي، ومساندتهم للطغاة المستبدين حول العالم الذين يدورون في فلك الغرب. فيما تساءلت “ميرفت علي”: هل تفعِّل المنظمة هذه الحقوق وتعاقب مَنْ يخالفها؟ وأين هذه الحقوق من الشعب السوري؟ حائل | عبدالله الزماي