اختتمت في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أمس الأربعاء في الرياض، فعاليات لقاء الخطاب الثقافي السعودي الخامس، الذي نظم تحت عنوان «الثوابت الوطنية للخطاب الثقافي السعودي»، دون الخروج بتحديد الثوابت الوطنية، أو أسباب اختراقاتها. وكانت الأوراق المقدمة في الجلسات الأربع المدرجة على جدول أعمال اللقاء، محل جدل وتنافر لأغلب التيارات الحاضرة في القاعة المستديرة، بعد أن شدد مشاركون على ضرورة قراءة النصوص بعمق، والبعد عن التأويل والاختلاق. واقترح المشاركون تنظيم لقاء موسع عن مواقع التواصل الاجتماعي وتجاوزاتها، والحلول التي تطرح لتلك التجاوزات، وطرح أبحاث حول الفكري المقاصدي وعلاقته بالثوابت الوطنية. وأكد معظم المشاركين أن صياغة الخطاب الثقافي أمر تعذر على الأمة العربية بأكملها، معتبرين ما تطرحه وسائل الإعلام رؤى وليس خطابا ثقافيا، مؤكدين أهمية العقد الاجتماعي بين المواطن والدولة، والحاجة إلى إضافة البعد المعرفي الخاص بالمجتمع، بدلا من استهلاك المعرفة في ظل وجود ممارسات خاطئة من قبل بعض المثقفين والمفكرين والعلماء ضد التيارات الفكرية، إضافة إلى انطواء كل طائفة على نفسها. كما شددوا على ضرورة غرس مفهوم الثوابت الوطنية لدى الناشئة، من خلال الاتفاق بخطاب سعودي ثقافي موحد، وتحديد مفهومها، ثم الحوار حولها من جميع الأطياف. وأوضحت الدكتورة هدى الدليجان في ورقتها أن القرآن الكريم والسنة المطهرة رافدان مهمان لثوابت الدولة السعودية في نظام الحكم القضائي والسلطات التشريعية والسلطات التنفيذية. وبينت أن الثوابت الوطنية تقوم على الوحدة والوئام واحترام الآخر واندماج جميع المتغيرات في كيان أصيل متنوع، وتهدف إلى بناء المجتمع الصالح، والابتعاد عن الخلافات المذهبية والتيارات الدينية والمعارك الفكرية. من جانبه، أشار مدير قناة العرب الدولية، جمال خاشقجي، في مداخلته أثناء جلسات المؤتمر، إلى أن المساس بالمقدس الديني، لا يعتبر مساسا بالأصل، كونه أساسا في المدرسة والرأي الواحد، موضحا إن كان تحديد الثوابت عند الشخص ضيقا، حينها ستكثر الاختراقات، أما لو كانت قاعدتها عريضة وتقبل التنوع، حينها ستتلاشى تلك الاختراقات، التي هي صورة من صور التعدد، وصورة من صور الرأي الآخر. وانتقد خاشقجي ورقة الدكتورة هدى الدليجان، التي قالت فيها إن الديمقراطية وحقوق المرأة مخالفة للثوابت، وقال: سوف نسمع كثيرا من يتحدث عن الديمقراطية ومن يدعو لحقوق المرأة، وليس في ذلك مخالفة للثوابت. من جهتها، أكدت الدكتورة فوزية البكر، في روقتها، أن انتشار العدل أهم من الحرية في المحافظة على الوحدة الوطنية التي تحقق التفافا حول الثوابت الوطنية، وتمثل درعا حصينا ضد من يهددها، مؤكدة خروج الأجيال الجديدة من القوقعة التي فرضت عليها. واعتبرت أن وسائل التواصل الاجتماعي التي غرق فيها الناس ليست من مهددات الوحدة الوطنية كما يشاع. وطالبت البكر بإعادة ترتيب الملفات الداخلية، وتحديد استراتيجيات مستقبلية واضحة بقرارات شجاعة تحمي كيان الدولة، وتعزز المشاركة التي تحتكم للقانون بمساندة الشريعة لتطبيق مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية بين الجميع.