أكدت الدكتورة فوزية البكر في ورقتها التي شاركت بها في الجلسة الثالثة من لقاء الخطاب الثقافي الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالرياض على أن انتشار العدل أهم من الحرية في المحافظة على الوحدة الوطنية التي تحقق التفافاً حول الثوابت الوطنية وتمثل درعاً حصيناً ضد من يهددها، معتبرة أن وسائل التواصل الاجتماعي التي غرق فيها الناس ليست من مهددات الوحدة الوطنية كما يشاع، فيما طالبت الدكتورة فوزية البكر بإعادة ترتيب الملفات الداخلية وتحديد إستراتيجيات مستقبلية واضحة بقرارات سياسية شجاعة تحمي كيان الملكية وتعزز المشاركة الشعبية التي تحتكم للقانون بمساندة الشريعة لتطبيق مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية بين الجميع. تلا ذلك ورقة الدكتورة هدى الدليجان ضمن فعاليات الخطاب الثقافي السعودي الخامس تحت عنوان: «الثوابت الوطنية للخطاب الثقافي السعودي» وبدأ فعالياته في الرياض بمشاركة 70 من المفكرين والعلماء والمثقفين والمثقفات السعوديين التي ترأس جلستها الثالثة نائب رئيس اللجنة الرئاسية بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله عمر نصيف. ورأت الدكتورة هدى الدليجان في ورقتها أن القرآن الكريم والسنة المطهرة رافدان مهمان لثوابت الدولة السعودية في نظام الحكم القضائي والسلطات التشريعية والسلطات التنفيذية التي جعلت أساس الحكم هو الرجوع للكتاب والسنة والاجتهاد في احترام التعدد الثقافي لكل أفراد الوطن ومؤسساته، وبينت أن الثوابت الوطنية تقوم على الوحدة والوئام واحترام الآخر واندماج جميع المتغيرات في كيان أصيل متنوع. والتي تهدف إلى بناء المجتمع الصالح والابتعاد عن الخلافات المذهبية والتيارات الدينينة والمعارك الفكرية. وأكد أغلب المشاركين والمشاركات إلى أن صياغة الخطاب الثقافي أمر تعذر على الأمة العربية بأكملها والمطروح في وسائل الإعلام رؤى وليس خطاباً ثقافياً، مطالبين بأهمية المسارعة إلى العقد الاجتماعي بين المواطن والدولة والحاجة إلى إضافة البعد المعرفي الخاص بالمجتمع بدلاً من استهلاك المعرفة في ظل وجود الممارسات الخاطئة من قبل بعض المثقفين والمفكرين والعلماء ضد التيارات الفكرية إضافة إلى انطواء كل طائفة على نفسها، مؤكدين على أهمية غرس مفهوم الثوابت الوطنية لدى الناشئة من خلال الاتفاق بخطاب سعودي ثقافي موحد. وتحديد مفهومها ثم الحوار حولها من جميع الأطياف. ودعا عدد من المشاركين والمشاركات في نهاية الجلسة الثالثة إلى الحاجة لقراءة النصوص بعمق والبعد عن التأويل والاختلاق، كما اقترح المشاركون والمشاركات تبني وطرح لقاء موسع عن مواقع التواصل الاجتماعي وتجاوزاته والحلول التي تطرح لتلك التجاوزات وطرح أبحاث حول الفكري المقاصدي وعلاقته بالثوابت الوطنية. بعد ذلك بدأت الجلسة الرابعة والختامية للخطاب الثقافي السعودي الخامس التي تناولت محور الرؤية المستقبلية لخطاب ثقافي سعودي ملتزم بالثوابت الوطنية برئاسة معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وقد قدم المشاركون في هده الجلسة الختامية رؤية شامله لخطاب ثقافي سعودي ملتزم بالثوابت الوطنية من خلال إجماع المشاركين على ضرورة صياغة هده الرؤى في شكل مبادرات قابله للتطبيق سواء في المؤسسات الإعلامية أو التعليمية أو مؤسسات المجتمع بشكل عام، بحيث تصل هده الرسالة الوطنية لكل شرائح وأطياف المجتمع.
وأكد المشاركون في هذا اللقاء ومن خلال الجلسة الختامية على أهمية طرح مثل هذا الموضوع الحيوي والمفصلي مشيدين بدور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في جمع هذا العدد من النخب والمثقفين ومن شرائح متعددة تحت سقف واحد في حوار إيجابي كرس مفهوم الثوابت الوطنية وعزز من دعائمها مع اختلاف الأساليب والأفكار التي صبت كلها في هذا الجانب.