كشفت ندوة اجتماعية عقدت في مكةالمكرمة مؤخراً عن أن الإدراك الخاطئ لمفهوم “الرضاء الديني” بين العديد من الشبان بات من أهم مسببات وقوع الطلاق في الفترة الأخيرة، وفكك العديد من مشروعات الحياة الزوجية. وأوضحت الاستشارية النفسية الاجتماعية الدكتورة هيفاء بهاء عزي خلال الندوة التي نظمها رواق بكة النسائي بعنوان “فارس أحلامي... ملك ومالك قلبي” أن مفهوم “الرضا الديني” ينطلق من خلال سوء العلاقة بين الزوجة وزوجها، ما ينعكس سلباً على علاقتها بأم زوجها التي تبدأ في ممارسات سلطوية ضد الزوجة، وطلبها من ابنها تنفيذ أوامر تعسفية ضد زوجته، متكئة على المفهوم الديني (رضاء الله من رضاء الوالدين). وشددت عزي على أن تأخر العنصر الرجالي في فهم ثقافة “التعاشر” بين الجنسين موازاة بالتطور التعليمي والتثقيفي اللذين وصلت إليهما المرأة خصوصاً خلال الفترة الأخيرة، أدى إلى ضعف التوافق الفكري بين الزوجين، وزيادة معدلات الطلاق داخل مجتمعاتنا الداخلية. مشيرة إلى أن بحوثها العلمية الأخيرة كشفت لها أن أهم مسببات وقوع الطلاق بين الزوجين معاملة الرجل التقليدية للمرأة وعدم تغيرها على الرغم من أن المرأة السعودية انفتحت على العالم ونهلت من العلوم وغيرت نظرتها للحياة، وباتت في حاجة ماسة لتعامل مختلف تماماً عن السابق. وأشارت إلى أن الدراسات العلمية الأخيرة أثبتت أن مرحلة الحب والافتتان تتوقف بعد تسعة أشهر من الزواج لتبدأ بعدها مرحلة الالتزام، أوما يقصد به التزام الزوجين بوضع اتفاقيات يلتزمان بها، منوهةً بأن المرأة أصبحت مسؤولة عن بيت وزوج خلافاً عما كانت عليه في بيت أهلها، فلا تقارن بما كانت عليه في السابق، وتعمل على عدم المطالبة بما يثخن المشكلات في حياتها الأسرية، لكن ليس على سبيل أن تتخلى عن حقوقها كامرأة لها من الواجبات مالها وعليها. ولفتت إلى أن آخر الإحصائيات التي جرت في منطقة مكةالمكرمة أشارت إلى أن معدلات الطلاق تتراوح من 30 – 35 %، كما أن جميع ورش العمل التي نظمت في فترات سابقة أثبتت هذه النتائج، وربما قد تكون زادت في الفترة الأخيرة، موضحة أن التعدد سبب من أسباب الطلاق، مطالبة من الجهات ذات العلاقة بوضع قانون له ويكون للمحكمة الشرعية والقاضي دور من خلال معرفة أسبابه للحد من وقوعه وازدياد معدلاته. وخلصت بعض المداخلات التي شهدتها الندوة إلى أهمية تحلي الفتاة بالقوة ولاتسمح لأحد أن يصفها بالضعف، ضاربة المثل بأم المؤمنين السيدة خديجة، وكيف أنها عاشت سيدة لقومها، وأعطت مثالاُ حياً للمرأة العاملة والمعتمدة على نفسها، ولفتت بعض المداخلات إلى ضرورة أن تلتزم الفتاة بحدودها في اشتراطاتها المختلفة، وعدم مطالبتها بمساواتها بالرجل لأنها بهذه المساواة تحرم نفسها من حقوقها كأنثى.