تمكن فريق طبي في مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن بجامعة الملك سعود من زراعة أحدث تقنية في علاج ضعف السمع التوصيلي بزراعة سماعة جسر العظم (BONE BRIDGE) لأول مرة في العالم في الجهتين، وذلك بتاريخ 7 من ذي الحجة 1433ه لمريضين كانا يعانيان من ضعف سمعي توصيلي لفترة طويلة من الزمن، بعد أن أجرى أحدهما عملية إزالة التسوس لكلتا الأذنين. عقبه ضعف سمع توصيلي يصعب معه السمع حتى بالسماعات التقليدية التي تسبب له التهابات متكررة لسدها قناة الأذن، والمريض الآخر كان يعاني من انسداد خلقي في قناة السمع الخارجية بكلتا الجهتين، وقد أكدت فحوصات السمع التي أجريت بعد العملية بشهر نجاح عملية الزراعة. الجدير بالذكر أن هذا النوع من الزراعات تم الكشف عنه الصيف الماضي في مدينة أمستردام، وكان الثورة العلمية في مجال الزراعات، حيث إن السماعات القديمة التي كانت تعتمد على نفس الفكرة كالسوفونو، لم تنل رضا المرضى لضعف أدائها، وتعد هذه المرة الأولى التي يتم إجراء هذه العملية خارج أوربا، وكذلك المرة الأولى على مستوى العالم التي يتم فيها إجراء العملية بكلتا الأذنين في نفس الوقت، وهى أفضل السماعات المزروعة إلى جانب السماعة العظمية (الباهة) للمرضي الذين يعانون من ضعف سمعي توصيلي بإحدى الأذنين أو كليهما أو الضعف الحسي العصبي بإحدى الأذنين مع توفر الشروط الجراحية. وقد نال مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي في الرياض التصريح بإجراء هذا النوع من العمليات للمرة الأولى خارج أوربا، كونه أكبر برنامج لزراعة السماعات في العالم على الرغم من المنافسة المحلية والعالمية، وذلك تقديرا للإنجازات العلمية التي وصلت إليها جامعة الملك سعود فى كثير من المجالات، ومنها الزراعات التي كان آخرها زراعه لجهاز قوقعة إلكترونية مدمجة مع سماعة لجذع الدماغ هي الأولي من نوعها في الشرق الأوسط والثالثة عالمياً، وذلك قبل عدة أشهر لمريضة أمر بعلاجها الأمير سلمان في المدينة الطبية لجامعة الملك سعود. وقد تم إجراء هذه العملية من فريق طبي برئاسة الدكتور صالح صقر العمري، ويضم كلا من الدكتور عبدالرحمن حجر مدير زمالة تخصص الأذن وزراعة السماعات في جامعة الملك سعود والدكتور عبدالرحمن السنوسي رئيس برنامج زراعة القوقعة والباهة في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي والدكتور حسن الشهري. كما تقدم الدكتور عبدالرحمن حجر مدير مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين ومعالي وزير التعليم العالي ومدير جامعة الملك سعود لدعمهم اللامحدود لمركز الملك عبدالله التخصصي للأذن. كما أكد الدكتور عبدالرحمن السنوسي أن برنامج زراعة القوقعة والباهة في جامعة الملك سعود أصبح أحد المفاخر الوطنية كونه وخلال فترة بسيطة تربع على قائمة البرامج العالمية وأصبح مرجعا عالميا للعلاج والبحث والمعرفة. أعرب الدكتور حسن الشهري عن فرحته الكبيرة بهذا الإنجاز، وأكد أن جامعة الملك سعود كان لها الدور الرائد في حمل لواء الإعاقة السمعية في مملكتنا الغالية، وذلك بإنشائها لزمالة التخصص الدقيق في جراحات الأذن وزراعة السماعات التي تهدف منه إلى تأهيل الكوادر الوطنية للحد من الإعاقة السمعية، وتوفير أفضل الخدمات الصحية في مملكتنا الغالية. ودعا الدكتور عبدالرحمن حجر رئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة غير المختصين في جراحات الأذن وزراعة السماعات إلى توخي الدقة في إظهار المعلومات الصحيحة للمرضى، وأن الجمعية تضع نصب عينيها تقديم المعلومة لكل المهتمين في هذا المجال من مرضى و أطباء وإعلاميين وأن لا يترددوا في التواصل معها لتوضيح الحقائق المجردة والمثبتة عالميا. أما ما وردها من تساؤلات عن عملية الباهة أو السماعة العظمية فأكد الدكتور حجر أن هذه العمليات ما زالت تعد من أكثر الزراعات انتشاراً عالميا لما أثبتت تقنيتها من نتائج علمية مدروسة ومثبته كما أن ما يشاع عنها من مضاعفات أخذت تهويلا إعلاميا غير صحيح يجب أن لا يمنع المريض من حقه في التعرف على الحقيقة كاملة. كما نصح الدكتور حجر المرضى والختصاصيين من تحري الدقة من مصدر المعلومات فكما أن هنالك جراحي أذن محترفين في مملكتنا الغالية فهنالك غير المختصين قد لا يستطيعون إيصال المعلومة الدقيقة للمرضى والإعلاميين. كما أكد الدكتور حجر أن ضعف السمع له أشكال مختلفة ودرجات متباينة، لهذا يحتاج إلى جراحي أذن متمرسين ومحترفين لجميع عمليات الأذن ومنها زراعة السماعات إلى جانب اختصاصيي السمعيات لدراسة كل حالة على حدة، وتحديد أولويات الخيارات المتوفرة للمرضى، وتوضيح إيجابيات وسلبيات كل زراعة، وترك القرار النهائي للمريض. لهذا يصعب على غير المتخصصين في جراحات الأذن التمييز بين هذه الأولويات، إما لعدم معرفتهم بجميع الخيارات أو عدم إتقانهم لها فيأتون بتعميم أن جهاز ما أفضل من جهاز، ويكون المريض هو من يدفع هذه الضريبة التي قد تكون باهظة من صحته ووقته وماله لهذا تحرص الجمعية على القيام بواجبها وإيضاح الحقائق جلية . الرياض | فهد الحمود