شارك الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في الجهد الدولي لتسوية الخلافات بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد حول المناطق المتنازع عليها. وكشفت مصادر عراقية مطلعة على أعمال البرلمان أن بان كي مون الذي وصل أمس إلى بغداد شدد خلال لقاءاته مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي وقادة الكتل السياسية على أهمية تسوية الخلافات بين الإقليم الكردي والحكومة المركزية كاشفا عن إمكانية مشاركة بعثة الأممالمتحدة في العراق في الجهود المبذولة لتسوية هذه الخلافات بوصفها جهة استشارية. وأكدت هذه المصادر ل «الشرق» أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق يمكن أن تعيد تفعيل دور بعثتها في العراق وفقا للقرار 1775 الذي يعرِّف دور هذه البعثة بأنه استشاري يمكن تفعيله في وقت الأزمات التي قد تهدد عملية بناء الدولة الجديدة في العراق. من جانبه، بحث أسامة النجيفي مع بان كي مون ملفات عديدة من بينها إزالة العقبات بين العراق والكويت بشأن ترسيم الحدود وحرية الملاحة والمفقودين وتعويض المزارعين، فيما استعرض بان كي مون ملف حقوق الإنسان في العراق وإمكانية استفادته من خبرة الأممالمتحدة في هذا المجال. وفي لقائه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة العراقية إلى ضرورة الإسراع في تجاوز الخلافات مع دولة الكويت، فيما أكد المالكي أن العراق سيفي بكامل التزاماته. وأشار المالكي، في مؤتمر صحفي مشترك مع بان كي مون، إلى أنه ناقش معه القضايا التي تتعلق بالربيع العربي، وقال «قلنا إن بعض الدول سارت في عملية التحول والأخرى تعاني في تلبية طموحات تطلعات الشعوب». وأضاف «أن تغيير الأنظمة يؤثر على باقي الدول لوجود امتدادات تاريخية وبشرية بينها فأحيانا نتفاءل وفي أحيان أخرى نقلق من بعض الممارسات التي نشاهدها»، مشيرا إلى مناقشة القضية السورية وسبل حلها والتأكيد على أن تتناسب البدائل مع تطلعات الشعب السوري وفق الحوار والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وشدد المالكي على القول «نحن لا نتحدث باسم الشعب السوري بل نحن أشقاء نتأثر سلبا وإيجابا بالأوضاع في سوريا». وكشف المالكي عن بوادر انفراج الأزمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان حول إدارة الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها، وأكد وجود بوادر وخطوات للحل في اتجاه تولي أبناء المناطق المختلطة الجانب الأمني وذلك من خلال تشكيل أفواج أو تطوع أبناء تلك المناطق، مضيفاً «الحوار متقدم بهذا الخصوص وتبقى التفاصيل فهي من مسؤولية اللجان الفنية». وعن العلاقات العراقية- الكويتية ودور الأممالمتحدة في إخراج العراق من العقوبات الدولية، قال رئيس الوزراء «ناقشنا مع الأمين العام دور الأممالمتحدة في العراق وجهودها في إخراجه من عقوبات الفصل السابع والملفات العالقة مع الكويت التي أخذت طرقها إلى الحل بعد موافقة أمير الكويت على تسوية ملف الخطوط الجوية العراقية»، وشدد على أن البلدين أصبحا في حالة من الاتفاق وأنهما ماضيان في مناقشة وتطبيق القرارات ميدانياً لحسم الملفات العالقة بينهما. من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «ناقشنا مع رئيس الوزراء القضايا بين بغداد وإربيل وخروج العراق من الفصل السابع والعلاقات بين العراق والكويت والتزاماتهما لحسم الملفات العالقة بينهما وما يجري في العالم العربي والمنطقة والأوضاع في سوريا». وبيّن أن مباحثات العراق مع الكويت بشأن إخراجه من طائلة البند السابع وصلت إلى مراحل متقدمة، لافتا إلى «أن لقاءاته مع رئيس الجمهورية جلال طالباني وأسامة النجيفي بحثت المشاكل السياسية خاصة ما بين إقليم كردستان والمركز من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين». بدورها، دعت القيادية في حزب الفضيلة، النائبة سوزان السعد، الأمين العام للأمم المتحدة إلى السعي لإخراج العراق من طائلة البند السابع وحل جميع الأمور العالقة مع الكويت، وشددت، بحسب بيان لكتلة الفضيلة، على ضرورة النظر إلى العراق بعين الديمقراطية التي بُنِيَت على إرادة الشعب، بحسب قولها. فيما وصف النائب العراقي، عثمان الجحيشي، زيارة الأمين العام للعراق في هذا التوقيت ب «فرصة قوية أمام الساسة العراقيين لتجاوز الخلافات القائمة وتحقيق المصالحة الشاملة بين جميع العراقيين».