احتفلت وزارة الصحة اليوم الإثنين باليوم العالمي للمعاق، تحت شعار “إزالة العوائق لخلق مجتمع شامل منفتح للجميع”؛ لتحسين نوعية حياة المعاقين بفضل الجهود التي تُبذل على الصعيد الوطني والصعيدين الإقليمي والعالمي، وتوفير الوعي بأبعاد هذه القضية وعواقبها. وعرّف تقرير أعده مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية في وزارة الصحة، الإعاقة بأنها الإصابة بقصور كلي أو جزئي بشكلٍ دائم أو لفترة طويلة من العمر في إحدى القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية، وتتسبب في عدم إمكانية تلبية متطلبات الحياة العادية من قِبل الشخص المعاق، واعتماده على غيره في تلبيتها، أو احتياجه لأداة خاصة تتطلب تدريباً أو تأهيلاً خاصاً لحسن استخدامها؛ حيث يكاد يوجد شخص واحد ذو إعاقة في كل عشرة أشخاص في العالم. وتشير الدراسات التي أجريت مؤخراً إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم يشكلون نسبة تصل في أقصاها إلى 20% من الأشخاص الذين يعيشون في فقر في البلدان النامية. وأوضح تقرير مركز المعلومات أن أنظمة الدولة في المملكة العربية السعودية أقرت حقوقاً شاملة لهذه الشريحة من المجتمع، ووفرت الوسائل التي تدعمهم لنيل حقوقهم، لتكفل لهم العيش الكريم والقدرة على الاندماج في جميع قطاعات المجتمع من خلال تأهيلهم ورعايتهم صحياً، وسهلت لهم جميع الوسائل التي تمكنهم من العيش مع أسرهم، وقدمت الإعانات المجانية والتسهيلات التي تراعي احتياجاتهم، وأعطت لهم الأولوية في جميع القطاعات الحكومية على غيرهم من الأسوياء. الجدير بالذكر أن وزارة الصحة تنفذ من خلال منشآتها الصحية المنتشرة في جميع مناطق المملكة، البرنامج الوطني للفحص المبكر لحديثي الولادة للحد من الإعاقة، وذلك بالتعاون مع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، حيث تم خلال هذا البرنامج فحص ما يزيد على (586,000) عينة من المواليد، نتج عنه تشخيص (544) حالة حتى الآن. ويعدّ هذا البرنامج أحد جوانب الرعاية والخدمات التشخيصية والعلاجية والمتابعة الطبية التي تقدمها الوزارة للمواطنين منذ اللحظات الأولى للحياة بعد الولادة مباشرة، بل وقبل ذلك من خلال الرعاية للأم الحامل ورعاية جنينها قبل الولادة من خلال متابعة الحمل. وقامت وزارة الصحة بتوفير مستشفيات ومراكز وأقسام متكاملة ومتخصصة في التأهيل الطبي في مناطق المملكة كافة، وتعمل وفقاً لأفضل المعايير الدولية المعمول بها في مثل هذه المراكز، كما وفرت خدمات العلاج الطبيعي بمستشفياتها كافة لتقديم الخدمات التأهيلية الراقية والمتخصصة بهدف خفض نسبة الإعاقة إلى الحدود الدنيا المتعارف عليها عالمياً، ومن ثم الوصول بالمريض إلى أعلى مستويات الاستقلالية في الحياة اليومية -ما أمكن- باستخدام الوسائل الطبية والمعالجة الحركية والنفسية والاجتماعية والأطراف الاصطناعية والأجهزة المساعدة، بهدف جعله عضواً منتجاً في المجتمع. وخصصت الوزارة إدارة عامة تُعنى بالتأهيل الطبي بمسمى (الإدارة العامة للتأهيل الطبي)، للعمل على تقليل ومنع الإعاقة عن طريق الوقاية، ونشر الخدمات التأهيلية على مستوى المملكة، حيث تحرص على تسهيل وصول المستفيدين إلى خدمات التأهيل الطبي للأشخاص ذوي الإعاقة وحالات العجز والإعاقة الناتجة عن الأمراض والحوادث المهنية والمرورية، مع تقديم معلومات مفيدة في مجالات التأهيل الطبي المختلفة لرفع مستوى الثقافة الصحية في هذا المجال وسبل الوقاية من الإعاقة. وفي إطار التوسع في هذه الخدمات التخصصية، قامت الوزارة خلال السنوات الثلاث الماضية بافتتاح 191 قسماً للعلاج الطبيعي، و33 قسماً للعلاج الوظيفي، وسبعة أقسام لعلاج علل السمع والتخاطب، إضافة إلى افتتاح 18 وحدة للأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية، كما يجري حالياً إنشاء وإرساء وطرح عديد من المشروعات في هذا المجال. الرياض | منيرة المهيزع