سوق (الزل) أحد أقدم الأسواق في الرياض! صفقات (السجاد) تتم بأرقام (فلكية)! الأعين (طائرة) والأسعار (مجنونة) والغرض (زل)! المزايدة والمناقصة و (المناكفة) و (المطارحة) تتم حسب (أدبيات) السوق (المتضاربة)! مع ثمة تربيطات بين (أسماء) معينة تتفق على (سعر) معين يتناقص كلما أطلق (الزبون) ساقيه لآخر السوق! (المشي) و (الاطلاع) واستعراض (السوق) هو سلاح (الذكي)! أما (المسكين) فيفرح بمعرفته لمكان (السوق)! الضوابط في سوق (الزل) لاتخضع لذائقة (الزبون) بل لقوة (التربيط) بين (الدلالين)! فثمة (دلالون) يلقون (الركبان) في أول (السوق) ويعرفون من أين تؤكل (الكتف)! يعرضون (السعر) قبل (الزل)! عل (الشباك) تصيد! وغالباً (تصيد)! الزبائن (ضروب) شتى! متباينون في أشياء كثيرة خلا عشقهم (للزل)! منهم (الفاهم) الكيس الفطن!.. ومنهم (المفهي) كيس (القطن)! الثاني لايفرق بين السجاد الأناضولي والكاشاني والشيرازي والصيني و (سفرة الأكل)! كله (زل) أعد للجلوس! العرض والطلب (جزء) من الحكاية!.. و(الزل) الطائر جزء آخر! أحدهم (قدِم) من هناك! معه (سجادة) فاخرة كان قد ورثها عن (جده)! لكنه (غشيم) لايعرف أنواع السجاد فضلاً عن (بيعه)! دخل السوق من بوابته (الشرقية)! تلقاه (الأحباب) واستخفوا (بسجادته) رغم قيمتها التاريخية وجمالها الأخاذ! الغرض كان (ضرب) السعر أولاً! بات يصرخ في وسط السوق سجادتي (الأفضل)! الأغلى! الأثمن! الأطول! يتضاحك القوم (أفسحوا له السوق)! حل المساء! ضاق صدر صاحبنا وهو يرى سجادة (جده) سعرها بسعر كيس (الطحين)! تنازل عن (ربع) مطالبه!.. ثم نصفها! لكن (الطلب) قليل بأمر (السوق) و (غشامته)! بدأت المحلات (تقفل) أبوابها! ومع كل باب يقفل كان سعر سجادته (يتهاوى)! الظلام في كل مكان! لم يبق أحد إلا (فؤاد) ذو العينين الصغيرتين صاحب أول (متجر)! تقدم لصاحبنا (بدهاء) وخطى متثاقلة ليخفي ولعه وحرصه! بدلاً من عرض (سعر)! .. عرض على صاحبنا صفقة (معاوضة)! أن يأخذ سجادته ويعطيه (120) كيس طحين! تم الاتفاق! صاحب السجادة يصرخ ويعزي أولاده (ربح البيع)! فؤاد (يضحك) وهو يدخل السجادة في متجره (ربح البيع)! سألوا الفشار عن مكان وزمان وسعر (الصفقة)! استلقى على ظهره ثم كح وعطس وشهق وقال في (سوق الزل)!