في عصورٍ قد تولّت: كانتِ: «الثورةُ» جُرْماً وخِيانة..! والبيوتُ التي لا أبقارَ فيها تُرمى بالفسقِ ونقصٍ في الدّيانة! أنتَ ثائر.. أنتَ عاثر.. أنتَ في دنياكَ جائر.. لستَ في أُخراكَ غير خاسر.. أنتَ: «ماركسيُّ» الهوى..: «لِينينيُّ» البطانة.. كلُّ ما فيكَ يقتضي التّرميمِ مع شيءٍ كثيرٍ مِن صيانة! ذاكَ في عصرٍ قد تولّى.. قابَ قوسين فتعرّى.. وتوارى في الخزانة.. عصرُنَا هذا باتت: «الثورةُ» فيه تقوىً وخصالاً مِن متانة! أيقِظُوا :«شهريار» أخبروه.. اِفجعوه: إنّ لصاً سرقَ الصبحَ: «شهرزاد» وانتهت ليلةُ الأُنسِ كومةً من كؤوسٍ وأوتارٍ وشهْقَاتٍ تُجتلب للثورةِ في سوقٍ للمزاد! ثورةٌ تشبهُ الرّيحَ صرصراً.. هل هنا كانَ نسلٌ مِن بقايا قومِ عاد؟! إنما الثورةُ تُشبه الطوفانَ لَمّا أنْ طغى الماءُ وزمجَر.. هاهُنا كلُّ: «الفراعين» بأوتادٍ وصخرٍ وفساد.. اضربْ يا: «مرسي» بالسّوطِ ظهرَ: «الجلّاد» هذا يومٌ للإخوانٍ.. يوم حصاد. مِن بين شَفتي التحريرِ تفتّحتِ: «الثورةُ» ورْدَاً يتلُو وِردَ: «الإخوان»! ها.. قد عاد السلطان.. حمدَاً للهِ قد أسلمَ: «فرعونٌ» والعُقبى لك يا «هامان» الآن يَزَع الدستورِ ما لا يُزَعُ بالقرآن اِرمِ السّهمَ وافتح عينيك وطر كفراشٍ هيمان.. أنتَ الدولةُ أنتَ العسكرُ أنت الجيشُ أنت أمنٌ وأمان.. هذي «الثّورةُ» قد قالت: لا أرى شيئاً إلاّ أحضانَ كراسيٍّ كُبرى ووثيرة تبدو في الأُفقِ كثيرة.. يسقطُ هذا.. يعلو هذا.. والشعبُ يكبّرُ تارة.. ويُصفّق أخرى والإعلامُ يُثيره. قالت «الثورةُ»: شفتاي مالحتانِ غيرَ أنَّ الرّضاب المرتجى عذبٌ وفرات. بينما قال ابن المبارك (المتوفى عام 181 رحمه الله تعالى): قد يفتحُ المرء حانوتاً لمتجرِهِ وقد فتحتَ لك الحانوتَ بالدّينِ بين الأساطينِ حانوتٌ بلا غَلقٍ تبتاع بالدّين أموالَ المساكينِ يأبى:»المعريُّ» إلا أن يقحمَ نفسه فيرمي فينا بشررٍ كالقصر شيئاً من شعره: فلا تغرنّك أيدٍ تحملُ السُّبَحَا.