يحلو الحديث عن مناسبات المجتمع على قدر أهميتها وتبتهج النفوس المتطلعة لزيادة وتنامي ثقافة المجتمع نحو الأفضل من خلال المبادرات الخيرة التي ظهرت في المجتمع لدعم وتكريم جوائز التفوق العلمي وتعميق فكرتها ومفهومها الإيجابي وأثره الفعال في تنمية روح التنافس المحمود والحث عليها بما يصب في مصلحة الفرد والمجتمع لتنحسر معها رقعة الجهل وتبيد بعض العادات التي تتناقض مع الواقع والمفهوم للمجتمع المدني المتحضر. وقد جاء ملتقى أسرة آل جحني في حفلها السنوي السابع لتكريم المتفوقين من أبنائها منسجماً مع تلك الرؤية الجميلة لواقعنا اليوم،فكانت احتفالية (كرنفالية) ثقافية علمية كرم فيها مجموعة من أبناء الأسر المميزين في عدد من المجالات التعليمية المختلفة من حفظ لكتاب الله وحصد درجات علمية عالية وتفوق في مراحل التعليم العام للجنسين من البنين والبنات وغيرها من الفعاليات المصاحبة للملتقى التي شملت المعينين والمترقين والمتقاعدين من أبناء الأسرة، مما كان له بالغ الأثر في نفوس المكرّمين جميعاً وجعلها أمسية ثقافية متنوعة البرامج والأهداف حضر فيها الشعر وتألقت فيها الكلمة وتجسدت معاني الكرم فكانت بحق أمسية تستحق أن تدوَّن بماء الذهب في سجل هذه الأسرة المتميزة في نشاطاتها المنهجية وهي تقدم أروع الأمثلة في لَمّ الشمل على مائدة ملتقاها السنوي الحافل بالبرامج الاجتماعية الهادفة، وهي بادرة رائعة تحسب لها حين وضعت نصب عينيها أن يكون التكريم منهج حياة يتوافق وينسجم مع توجهات حكومتنا الرشيدة في تكريم المتفوقين والمتميزين والمبدعين في شتى المجالات المختلفة. وقد كانت مصادفة سعيدة أن تتوافق ليلة التكريم هذه مع حفل جائزة أبها السنوية برعاية وتشريف سمو أمير المنطقة حفظه الله في ذات المساء. لقد تشرفت بتلقي دعوة كريمة من سعادة اللواء الدكتور علي بن فايز الجحني لحضور حفل التكريم الذي أقيم في نادي ضباط القوات المسلحة بالرياض وشاهدت عن كثب الجهود الملموسة للجنة التكريم برئاسة المبدع الأخ فايز بن علي الجحني الذي قدم هو وفريق العمل في ملتقى الأسرة بإشراف سعادة الدكتورعلي بن فايز الجحني عملاً رائعاً يليق بمناسبة التكريم والمكرّمين والشخصيات الاجتماعية البارزة التي حضرت الملتقى، مما أثلج الصدور ونال استحسان الحضور من خلال تنوع فقرات الحفل والترتيب والتنظيم وحسن الاستقبال ودماثة الخلق وبشاشة المحيا التي قوبل بها الضيوف من قبل كل فرد من أفراد الأسرة وكأنهم خلية نحل لا تهدأ، وحينما يأتي الحديث عن ماهية التكريم فلا شك أنه كان ترجمة فعلية لفكرة مشروع اجتماعي رائد لا وجود للتفاخر فيه ولكنه، جاء تلبية لمتطلبات مرحلة تستوجب جهداً ملموساً في سبيل التميز وبلوغ أعلى درجاته بتوفيق الله ثم بجهود العمل الجاد لكل من أراد التميز والرقي نحو الأفضل وليكون بمثابة التشجيع الذي يصنع المواهب ويصقلها ويضعها على طريق التميز بالكلمة التي تحث على التألق والهدية الرمزية التي تبقى ذكرى جميلة لها مفعولها السحري في وجدان صاحبها وتدفعه إلى مواصلة المشوار لبلوغ أعلى درجات العلم والمعرفة، بما يصب في مصلحة الوطن وينعكس إيجاباً على المكانة الاجتماعية لصاحبها في زمن كثرت فيه مغريات الحياة وتفككت فيه الأواصر الاجتماعية وانعدمت فيه روح التواصل والعمل الجماعي لدى الكثير من الأسر في وقتنا الحاضر. وحينما يأتي التكريم وتسلم الهدايا التذكارية برعاية شخصية اجتماعية بحجم ومكانة معالي الدكتور عبدالله بن محمد الشهري محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج فإنه بلاشك حضور ضاف جعل المناسبة تكتسب أهمية كبرى في ظل حضور كوكبة من الشخصيات الاجتماعية المميزة في المجتمع وهي تقف احتراماً وتقديراً لهذه الخطوة المباركة من أسرة آل جحني في احتفاليتها الخاصة لتكريم العلم وطلابه من أبنائها المتفوقين.