م. علي النعيمي استبعد اقتصاديان إحلال الطاقات البديلة محل الوقود الأحفوري، واعتبرا أن حديث وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي قبل أيام بأن أنواعاً غير تقليدية من الوقود مثل النفط الصخري قد تؤثر على الطلب العالمي على الوقود الأحفوري العام المقبل، مازال مبكرا وسابقا لأوانه. وأكد المحلل النفطي سداد الحسيني أن النفط الصخري لايمكن أن يشكل خطراً حقيقياً على الوقود الأحفوري، ذلك أن هناك نمواً في الاقتصاد العالمي، سواء داخل أوبك أو خارجها، أي أن هناك زيادة في الطلب، مقابل وجود إشكالية في العرض، حيث إن مشكلة إيران، والعراق التي مازالت تعاني فوضى، بالإضافة إلى ليبيا، ونيجيريا اللتين تعانيان مشكلات قبلية منذ سنوات، كما أن فنزويلا لاتوجد بها استثمارات، وكذلك روسيا ليس بها تشجيع على الاستثمار الأجنبي. وأشار الحسيني إلى أنه في ظل معاناة تلك الدول فإن السعودية هي الدولة الوحيدة التي لديها مشاريع عملاقة على المستوى الدولي، موضحاً أن الوقود الأحفوري سيبقى هو المهيمن خلال السنوات المقبلة. وأضاف: على الرغم من أن النفط الصخري يعد اختصاصا دارجا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أنه من الصعب جدا الاعتماد عليه، بسبب ما يتطلبه من تقنيات عالية جدا، مبينا أن المناطق المرشحة سواء في أمريكا الجنوبية، أو أوروبا ليست لديها البنية الأرضية المناسبة للتجميع، وتابع الحسيني: يمكن أن تتماشى التكنولوجيا مع التخطيط في الصين، إلا أن ذلك سيكون على المدى البعيد، وأضاف أنه ربما تشهد الولاياتالمتحدةالأمريكية في 2013 زيادة في إنتاج النفط الصخري، الذي يبلغ حاليا 900 ألف برميل، بينما قد يصل الإنتاج في 2013 إلى مليون و400 ألف برميل، مستطردا «النفط الصخري مكلف جدا، وكذلك الطاقة الشمسية والنووية وطاقة الرياح تعد طاقات مهمة للبيئة ولتوليد الكهرباء، ولكن لايمكنها أن تأخذ الدور الذي يقوم به البنزين والكيروسين والديزل، إضافة إلى أن تكاليفها عالية جدا». ويوافقه الرأي الخبير النفطي الدكتور محمد القحطاني الذي أكد أن النفط الصخري يُعد مكلفا جدا، مبينا أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية مازالت تجرى عليها التجارب من قبل عديد من الدول، كما أن التجارب مازالت متواصلة حول استخدامات تقنية النانو، واستغرب القحطاني من تصريح المهندس علي النعيمي حول أن الطاقات البديلة يمكن أن تؤثر على الطلب على الوقود الأحفوري، قائلا: «الحديث عن إمكانية إحلال هذه الطاقات محل الوقود الأحفوري مازال مبكرا جدا، وحديث المهندس النعيمي سابق لأوانه، ولم يحن الوقت لذلك حتى الآن». وأفاد القحطاني أنه لايمكن الحديث عن هذا الموضوع قبل عام 2040، مؤكدا أنه لا بديل للذهب الأسود حتى العشرين سنة المقبلة».