دافوس - رويترز - أكد الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح أمس، أنه ما زال هناك الكثير من النفط في باطن الأرض، وأنه ينبغي للعالم أن ينبذ جانباً مخاوفه بشأن «الذروة النفطية». وقال الفالح في جلسة حول امدادات الطاقة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: «لقد وضعنا خلفنا المخاوف بشأن الذروة النفطية». واكتسبت نظرية الذروة النفطية التي تقول إن المعروض من النفط وصل إلى ذروته أو يقترب منها رواجاً، عندما تضخمت الأسعار إلى مستوى قياسي قريب من 150 دولاراً للبرميل في 2008. وتظل هذه المسألة مصدر قلق للكثيرين في صناعة النفط. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة توتال تيري ديماريه خلال المنتدى أن العالم سيجد صعوبة لتخطي مستوى 95 مليون برميل يومياً في المستقبل، وهو ما يزيد 10 في المئة على المستويات الحالية. وأضاف ديماريه في الجلسة نفسها: «مشكلة الذروة النفطية باقية». واختلف الفالح مع حجة ديماريه قائلاً: «من الأربعة تريليونات «برميل» التي يحويها الكوكب جرى إنتاج تريليون برميل فقط». وتابع الرئيس التنفيذي ل «أرامكو» يقول: «مع التسليم بأن معظم المتبقي من النفط من الصعب «استغلاله»... إلا أنه لا شك أننا نستطيع انتاج أكثر بكثير من ال 95 إلى ال 100 مليون برميل المتوقعة في العقود القليلة المقبلة». وأوضح أن السعودية تملك قائمة طويلة من المشاريع في محفظتها والتي ستعوض بل وستزيد على الانخفاضات. وشدد على أن القلق بشأن ذروة النفط لا يشغلنا، وقال: «حاولنا بصورة تقليدية وأبقينا على طاقة فائضة تزيد على 1.5 مليون برميل، وهو ما يعد مرتفع الكلفة جداً للمحافظة عليه. اليوم طاقتنا الفائضة 4 ملايين برميل اذ تكيفنا مع الركود. ونحن مستريحون للحفاظ على ذلك الفائض». وأضاف الفالح» «وعلى صعيد أنشطة المنبع فإن ثلث طاقتنا غير مستغلة ولكنها جاهزة للعمل في مدة قصيرة جداً». وتابع: «على رغم الربحية الضعيفة جداً لأنشطة التكرير حالياً، إلا أننا في أرامكو السعودية نواصل الاستثمار». وكان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أكد أكثر مرة، أن الوقود الأحفوري المستخرج من باطن الأرض سيظل حيوياً للطاقة العالمية لعشرات السنين، ويجب العمل على رفع درجة نظافته وزيادة كفاءته، وشدد على أن الموارد غير المتجددة ستظل في ضوء ضخامة حجمها مورد الطاقة الرئيسي للعالم لعقود كثيرة. ويؤكد النعيمي ان السعودية تستثمر في الطاقة الشمسية، وتأمل بأن تصبح المورد الرئيسي لها في العالم، كما هي الحال بالنسبة إلى النفط، مشيراً إلى أن الحديث عن الطاقة تكتنفه مسائل ملحة حالياً، تتصدرها المسائل المتعلقة بأمن الإمدادات والطلب المستقبلي على الطاقة، إلى الاستدامة البيئية وتوفير مصادر الطاقة للاقتصادات الناشئة. وأوضح أن السعودية أكبر دولة نفطية في العالم من حيث كميات الاحتياطات الثابتة والإنتاج وكميات التصدير، إذ تحتفظ بربع احتياطات العالم من النفط، وهي أكبر الموارد الطبيعية الثابتة على وجه الأرض، كما تحتفظ المملكة برابع أكبر احتياطات العالم من الغاز الطبيعي. ويغطي الوقود الأحفوري حالياً ما يزيد على 80 في المئة من الحاجات العالمية من مصادر الطاقة، وانخفض الطلب على الطاقة بسبب الانكماش الاقتصادي، ولكن معظم الانخفاض ناجم عن التباطؤ الاقتصادي الذي يعاني منه العالم حالياً. وتتوقع منظمات طاقة موثوقة أن الوقود الأحفوري سيستمر في تلبية أربعة أخماس الحاجات العالمية من الطاقة للعقود القليلة المقبلة على الأقل، كما أن قطاع النقل سيعتمد اعتماداً كبيراً على النفط لمدة أربعة عقود من الآن.