أجمع عدد من المشاركين في الدورة التدريبية الثالثة على مهارات التحكيم في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم والآثار المفيدة لهذه الدورة في إثراء الحصيلة العلمية والمهارية للمتدربين بل وصقل وتطوير مهارات التحكيم وتبادل الخبرات بين المحكمين على مستوى دولهم. كما أنها ستسهم -بإذن الله- في تقديم مستويات متميزة في التقييم العام لأي مسابقة تهتم بهذا الصدد. نزاهة ودقة ففي البداية، أشار المتدرب أنور بن عمر بن موسى هوساوي من المملكة العربية السعودية إلى أنه شارك في الدورات التي تقيمها وزارة التربية والتعليم في التحكيم، وبعض الدورات المحلية على نطاق جمعيات تحفيظ القرآن في مناطق المملكة، وقال: لمست الأثر الكبير والبارز في نتائج المسابقات، وكذلك في تقدم مستويات الطلاب في مسابقات وزارة التربية والتعليم، وتصفيات المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان، أو مسابقات أخرى على نطاق المساجد، ومن آثار هذه الدورات الطيبة النزاهة والدقة في تقييم المتسابقين، ولا شك أنه كلما أصبح مستوى المحكم أو التحكيم مميزاً كانت النتائج مميزة ومثمرة، ناهيك أن هذا المحكم ينقل تجربته والطريقة التي استفاد منها إلى جمعيته أو مدرسته أو جامعته مما يقوي التحكيم في مثل هذه المنشآت التعليمية، فيعود أثرها بعد ذلك لظهور متسابقين متميزين على المستوى الدولي في مسابقات القرآن الكريم، وقد لمست أثر ذلك في تمثيلي للمملكة في مسابقات محلية ودولية، وأيضاً تمثيل طلابي في كثير من المسابقات الدولية. وأثنى على دور المملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله تعالى وفي تعليمه وتحفيظه وفي طباعته ونشره للعالم، فهي قبلة المسلمين، وفيها مهبط الوحي ونزول القرآن الكريم، والمسابقات المحلية والدولية في القرآن الكريم المتنوعة والمميزة التي تقيمها كل عام وشملت الجميع الذكر والأنثى، والصغير والكبير، والمدني والعسكري حتى شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، بل وغير العرب من المسلمين في شتى بقاع الأرض عن طريق الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن، فأصبحت المملكة ولله الحمد والمنة قدوة لدول العالم في كثير من المجالات وخصوصاً مسابقات القرآن الكريم. مهارات وتشجيع أما المتدرب فتحي سعيد عيسى لعطاوي من الجزائر؛ فيوضح أنه لم يسبق له أن شارك في دورات تدريبية مماثلة على مهارات التحكيم ، وإنّ مثل هذه الدورات لها دور إيجابي وفعّال جداً من عدّة جهات: أولا: من جهة تثمين ما لدى المتدرّبين من مهارات وتشجيعها وتبادلها فيما بينهم، خاصة أنّ بعضهم يشاركون في تأطير وتحكيم المسابقات المحلّية في بلدانهم، وثانياً: من جهة تطوير هذه المهارات وتنميتها، وتعميق خبرة أصحابها، وتوسيع معارفهم، وهذا من شأنه أن يزيد من كفاءتهم، ويرقى بمستوى أدائهم، بعون الله جلّ وعلا، وثالثاً: فهي طريق للوصول إلى مقاربة في معايير التحكيم في مسابقات القرآن الكريم على نطاق أوسع لتعمّ جميع البلدان الإسلامية التي رشّحت متدربين في هذه الدورة وسابقاتها ولاحقاتها. بل يمكن الوصول مع الوقت إلى توحيد معايير التحكيم، إذا وجدت النية الصادقة وتجسّد التعاون الأخوي. وعن دور المملكة العربية السعودية المتواصل في خدمة كتاب الله وتنظيم المسابقات القرآنية لناشئة وشباب الأمة الإسلامية على مدار أكثر من ثلاثين عاماً. وقال: هذا يدلّ بكلّ وضوح على اهتمام المملكة بكتاب الله -عزوجلّ- ؛ ويُنبئ عن العناية والرعاية التي يوليها أولياء الأمور في هذا البلد المبارك لأهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته كما صحّ في الأثر عن سيد البشر -صلى الله عليه وسلم-. تطوير المهارات والقدرات وقال المتدرب إسلام بن نوزي بن إسكندر داشكن رئيس الإدارة في الإدارة الدينية لمسلمي محافظة بنزا: إنه لم يشارك من قبل في أية دورة تدريبية، ولا شك في نفع هذه الدورات لتطوير المهارات والقدرات نحو الأفضل، ثم إن هذه الدورات تساعد على تنظيم المسابقات القرآنية على مستوى عالٍ مرموق مما يعين شباب الأمة على حفظ القرآن الكريم. حصيلة علمية ومهارية أما المتدرب وليد حسن علي جناحي من مملكة البحرين فقال: إن مثل هذه الدورات مهمة للمحكم والمعلم تثري حصيلته العلمية والمهارية وتزيد في مهارته وخبرته، وأرى أنها من أهم الدورات التي لا بد أن تقام في كل بلد يعلم فيه القرآن الكريم لاحتياج كل معلم للقرآن، ولأنها لا تتوقف على مسائل التحكيم فقط ولكن يأخذها المتدرب في تدريسه. وأكد أن خدمة المملكة العربية السعودية للقرآن الكريم وأهله يشهد به الأول والآخر والداني والقاصي ولله الحمد، وقد استفاد الكثير من هذه الخدمات، ونسأل الله أن يعين القائمين عليها، وأن يجعلها في ميزان حسناتهم وخالصة لوجه الله الكريم، ويديم للجميع نشر كلامه -عز وجل- كما يحب ويرضى. الصقل والتطوير وبين المتدرب عبدالكريم محمد محمود سكتة من ليبيا: أنه لم يسبق له المشاركة خارج ليبيا في مثل هذه الدورات، ويضيف لكنني شاركت في الكثير منها داخل ليبيا كدورات في الفقه والتفسير والحديث، واللغة الإنجليزية والفرنسية والميراث والنحو وبعض الأنشطة الأخرى، وأرى أن مثل هذه الدورات شيء رائع وعظيم لما فيه من استفادة عظيمة لطلبة العلم في صقلهم وتطوير مهاراتهم وتدريبهم على التحكيم، وإني ممتن جزيل الشكر والاحترام والتقدير لكل من أشرف في هذه الدورة وقام عليها، كما أنني أود أن أشكر المملكة العربية السعودية على دعمها لطلبة القرآن من مسابقات ودورات تدريبية للرفع بمكانة طلبة العلم ونشأة شباب الأمة الإسلامية على مدار أكثر من ثلاثين عاماً. شوق وتلهف وأوضح المتدرب وليد بن حزام العتيبي من المملكة العربية السعودية أنه لم يسبق له المشاركة في أي دورة من دورات التحكيم، ولطالما حرصت وتابعت بشوق وتلهف أن أكون ممن يشرف بحضور هذه الدورة ويستفيد منها؛ حتى أكون محكماً في المستقبل وحاصلاً على الشهادة المتعلقة بذلك. ووصف ما تقوم به المملكة من أعمال لخدمة كتاب الله بأنه دور متميز ورائد في خدمة القرآن والسنة، وخدمة أهل القرآن وإكرامهم وفتح ميادين للتنافس الشريف؛ كما هو الحال في مسابقة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، أسأل الله أن يوفق القائمين على هذه المسابقة وأن يسددهم، وأن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء، وأن يجعل هذه المسابقة في موازين حسنات والدهم المؤسس. المتخصصون القرآنيون وقال نجيب محمد عبدالله علي من اليمن: إن مثل هذه الدورات يستفيد منها المتخصصون في مجال القرآن الكريم والقراءات ولا سيما من يوكل إليهم مهام تقييم واختبار الطلاب في مراكز القرآن الكريم والجمعيات الخيرية، والجهات الرسمية في وزارة الأوقاف والإرشاد في الدول العربية. وتعد المملكة العربية السعودية -التي تنظم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم على مدى ثلاثة وثلاثين عاماً صاحبة الريادة، والمسابقات الدولية والجوائز القرآنية التي ظهرت في الساحة مؤخراً كلها لها نصيب اكتسبته من الخبرة الفنية والتنظيمية والتحكيمية والإدارية لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم، وباختصار مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم جامعة لكل المسابقات، وينبوع لا بد للآخرين أن يمدوا دلاءهم ليشربوا…). رفع الكفاءة وأشار المتدرب المهندس محمد يحيى أحمد طاهر من قطر: إلى أن الدورات لها أثر كبير على تطوير المهارات خاصة إذا كانت تُلقى من قبل أناس متخصصين ومتمرسين في هذا الفن، كما أنها ستعطي الخلاصة المفيدة وستساهم -إن شاء الله تعالى- في رفع الكفاءة وقوة التركيز لدى المحكمين لكي ينتبهوا إلى أدق التفاصيل في قراءة المتسابق حتى لا يُظلم أحد. وأضاف أن كتاب الله هو خير ما يُعنى به، وكانت المملكة ولاتزال تشرف بهذه الخدمة العظيمة وهي خدمة كتاب الله -عز وجل- سواء عن طريق طباعة المصحف وتسجيلها بجودة عالية، كما أنها ترعى حفظة كتاب الله الكريم وتحتويهم إما عن طريق الدورات فيحفظ القرآن أو عن طريق المسابقات القرآنية، فالمسابقات لها وقع جميل وأثر كبير على المتسابقين فهي تجمع حفظة كتاب الله من جميع أصقاع الأرض فيتعارفون ويتآلفون ويتنافسون بينهم في الخير الذي يترتب على هذه المسابقات التي تجمع الأمة. آلية التحكيم وأوضح المتدرب عبدالرحمن بن حسن الصابطي من المملكة العربية السعودية أنه سبق أن شارك في دورات التحكيم، حيث كانت تلك الدورات بشكل مبسط وهو بمثابة توضيح لآلية التحكيم، وبعض الضوابط التي تسير عليها لجان التحكيم، أما على هذا النمط فلم يسبق لي، وأتشرف أن أكون أحد المشاركين في هذه الدورة، فمثل هذه الدورات يكون لها الأثر الجيد في صقل وتطوير مهارات التحكيم، ولا سيما إذا كان القائمون على التدريب ممن لهم باع طويل في هذا المجال، إضافة إلى ذلك يستحسن أن يكون المتدربون ممن سبق لهم التحكيم في المسابقات أو المشاركة في بعض الدورات المشابهة لهذه الدورة. وأضاف “أما بالنسبة لدور المملكة العربية السعودية المتواصل في خدمة كتاب الله -عز وجل- فمثلي لا يقيم هذا الجهد الجبار والعطاء المبذول لسنوات تزيد على ثلاثين عاماً، مما كان له الأثر البالغ في تربية ناشئة وشباب الأمة الإسلامية، ونسأل الله -عز وجل- أن يوفق ويعين ولاة أمرنا لمواصلة هذا الجهد وهذا العطاء. جدة | فوزية الشهري