حملت أحياء مدينة الرياض إرثاً تاريخياً عبر عصور مضت، واكتسب هذا الإرث أهمية اجتماعية وسياسية واقتصادية، قدمها المؤلف خالد بن أحمد العنقري، في كتابه “معجم مدينة الرياض” بطبعته الثالثة المنقحة. وروى المؤلف في فصول الكتاب المختلفة تفاصيل دقيقة عن أحياء الرياض القديمة ومسمياتها، وأهلها، موثقة بالمصادر والمعلومات، وفق ترتيب أبجدي، يسهل الوصول إلى كل معلومة من خلال الحرف الذي يبدأ فيه الاسم. وتناول المؤلف في كتابه، الآبار التي كانت معروفة في مدينة الرياض قديما، وعددها 15 بئرا، مبرزا مواقعها القديمة، ومحددا المندثر منها، مع بيان نوعية الماء فيها، ومدى استفادة الأهالي منها، قبل أن تبدأ الدولة في جلب المياه من آبار السويدي (حي السويدي الآن) حيث عرفت أرضه بغزارة المياه العذبة، واستفاد منها بعض أحياء مدينة الرياض في عهد الدولة السعودية. وجمع المؤلف في كتابه أسماء 475 حيا ومسجدا، عرفت في مدينة الرياض قديما منها ما كان اسمه منسوبا للمكان، ومنها ما كان منسوبا لبعض أسر أهالي الرياض، وما يزال معظمها موجودا حتى الآن، مثل: السويدي، أم سليم، منفوحة، أم الحمام، المرقب، معكال، المعيقلية، المعذر، الفوطة، المربع، غبيراء، العطايف، العريجاء، عليشه، الشميسي، سلطانة، الجرادية، والثميري، إلى جانب مساجد: الشيخ، أم ماجد، الجفرة، وسلام. وأوضح المؤلف أن كل حي من أحياء مدينة الرياض، عُرف بسمة حضارية مغايرة للحي الآخر، حيث عرف حي”دخنة” بمركز العلم والعلماء، و”المريقب” بمقر المحاربين، و”صياح” بمكان الزراعة، و”المعيقلية” بمقر المهن والحرف اليدوية، مبينا أن شمال مدينة الرياض آنذاك كان يعتبر مسائل أمطار تمد الجنوب بالمياه الوفيرة المنحدرة منه مثل: صنع الكليبية في الشمال الغربي، ومسيل أبو رفيع الوشام. وعدد المؤلف أسماء الأسر التي كانت لها مكانة في تاريخ مدينة الرياض، ولعبت دورا مهما في تنشيط الزراعة فيها في تلك الفترة، علاوة على توضيح دور الزراعة في حياة أهالي الرياض واهتمامهم بها من أجل كسب لقمة العيش، مثل زراعة النخيل، التي كانت تنتشر في أنحاء مختلفة من الرياض. الرياض | واس