رفض الشاب السعودي (عبدالله) 26 عاماً، فكرة هدية والده؛ التي تمثلت في شراء سيارة خاصة، عندما كان طالباً في المرحلة الثانوية، وطلب بدلاً من ذلك شراء سيارة أجرة، حيث بدأ عمله كسائق تاكسي منذ سبع سنوات، وكان هدفه من ذلك إيجاد دخل مستقل لنفسه، بعيداً عن مصروف والده، ليعتمد على نفسه. وقال “حينها قرّرت إكمال دراستي، وحصلت على دبلوم صحي في الصيدلة من مملكة البحرين”. وقُدّرت تكاليف الدراسة ب 55 ألف ريال، استعادها من توصيل طالبات المعهد من البحرين للسعودية والعكس، وشرح عبدالله: تنقلت بين ثلاث وظائف في عدة مستشفيات في مدينة الخبر، وفي نهاية الأمر حصلت على وظيفة في صيدلية في مستشفى، براتب يصل إلى خمسة آلاف وخمسمائة ريال، ولكني ما زلت أمارس مهنتي الأولى، وهي عملي كسائق أجرة. وذكر أن راتبه لا يكفي متطلبات الحياة، في ظل غلاء المعيشة، خاصة أنه تزوج ورزق بطفلين. وعن تنظيم أوقات عمله(خاصة أنه يمارس عملين)، أوضح عبدالله: أذهب إلى دوامي الرسمي في الصباح، وحالما أنتهي أتوجه إلى المنزل وأرتاح قليلاً، ثم أتجول بسيارة الأجرة من المغرب إلى الساعة 11 ليلاً. وعلل تعلقه بسيارة الأجرة، وتجسدها في شخصيته ونمط حياته اليومي، وقال لو وصل راتبي عشرين ألف ريال لا أستطيع ترك سيارة الأجرة، موضحاً، تعلقت وأدمنت الشوارع، ولا يكاد يمر يوم دون أن أقوم بتوصيل الزبائن. وذكر عبدالله أن مدخوله من سيارة الأجرة يصل في اليوم الواحد ما بين 150 إلى مائتي ريال، كما عدها مصدر دخل، يغطي فواتيره كالجوال والكهرباء وبعض مستلزمات المنزل والأسرة.