في حراج سيارات جدة، يتواجد شباب من مختلف الأعمار، يتنافسون فيما بينهم على بيع وشراء السيارات، منهم من يستهويه العمل، ومنهم الزائر لمعرفة ما الذي يدور في المكان، تختلف كمية البيع ونسبة الربح من شخص إلى آخر، فبعضهم يمارس هذه المهنة في الإجازات وآخرون يعملون طيلة العام، ولكل قصة وراء دخوله هذه التجارة. ستة آلاف شهريا عبدالله أبكر (33 عاما، دلال) يذكر أنه يعمل في الحراج منذ ثمانية أعوام، وأن مكسبه يصل إلى 15 في المائة من قيمة كل سيارة، يقول: حبي للسيارات دفعني للعمل في الحراج، فأنا بداية أحب بيع وشراء السيارات، حيث يعتمد الأسلوب في الحراج على إقناع الزبون بالسيارة وأنها خضعت للفحص، نافيا تهمة الغش، ومؤكدا أنه لا يتدخل في البيع قبل أن يتأكد أنها سليمة تماما، ولكنه لا ينكر أن بعض الدلالين يلجأون لأساليب ملتوية وغير نظامية لإقناع الزبائن بسيارات (مضروبة)، فالدلال عمله معروف وينحصر في توجيه المشتري إلى المعرض فقط، وإذا تم البيع تكون له نسبة، إذن هي وظيفة بسيطة يستطيع كل شاب مجتهد أن يمارسها، صحيح أن البيع ليس بشكل يومي ولكن قد يبيع سيارات عدة في يوم واحد، وهذا يعوض ما فات، فدخلي يصل في الشهر إلى ستة آلاف ريال وربما يزيد حسب اجتهادي. جاري حفزني أحمد البدري (موظف حكومي) يعمل في الحراج منذ 12 عاما، يقول: بدايتي كانت بتشجيع من جاري الذي أشار علي بهذه الفكرة وأقنعني بها، وكانت البداية جيدة فقد بدأت بسيارة واحدة اشتريتها من تحت (الميكرفون) في الحراج بسعر زهيد وبعتها في اليوم نفسه، وربحت فيها مبلغا جيدا حفزني على التواصل، ومع أن الأمور لا تسير على وتيرة واحدة فمرة أحقق ربحا وأخرى أخسر، لكن مع إصراري وتشجيع والدي أستطعت أن أقف على قدمي. تعلمت من والدي أحمد اليامي (32 عاما) يعمل في مجال العقار صباحا والحراج مساء، امتهن بيع السيارات وهو صبي، يقول: والدي شجعني وحفزني لخبرته في هذا المجال، والآن نملك ثلاثة معارض في الحراج، وتجارتنا تتمدد لزيادة السكان وعدد المستخدمين للسيارات. وعن أسرار حركة البيع والشراء في السوق يقول: أصحاب المعارض غالبا ما يقترحون على البائع سعرا معينا للسيارة ويحاولون إقناعه، فإذا رفض فلا يتم قبول عرض السيارة في المعرض، وكثيرا ما تبقى سيارات معروضة في المعرض لأشهر عدة، نظرا للمغالاة في سعرها. سمعة سيئة عبدالله القوزي (24 عاما، معقب ودلال) يذكر أنه بعد تخرجه في الثانوية بحث عن وظيفة ولم يوفق فأصابه يأس، ولكن أخوته شجعوه على خوض غمار تجربة بيع وشراء السيارات، ويقول: منذ أربعة أعوام أمارس بيع وشراء السيارات وأعقب على معاملاتها بنفسي، فربح بيع وشراء السيارات جيد خصوصا في أيام الإجازات، لقدوم زوار من خارج جدة فهم يعتبرون الحراج في مقدمة أسواق السيارات في المملكة وأكثرها تنوعا ويتيح الكثير من الخيارات التي ترضي الأذواق. سعودة الحراج السمعة غير الطيبة التي تلحق بالحراج، يرجع محمد القوزي (مسؤول معرض بيع وشراء سيارات في الحراج) ذلك إلى كثرة الأجانب الذين يتلاعبون بالأسعار ويقومون بأعمال غير مشروعة تسبب الضرر للمشترين والبائعين، ويقترح أن تشمل السعودة سوق الحراج وتطبق فيها بحزم، ويقدم القوزي من واقع خبرته نصائح مهمة لمن يرغب في بشراء سيارة من الحراج وهي: • التأكد من تاريخ شراء البائع للسيارة، فإذا كانت المدة طويلة، فغالبا ما تكون السيارة سليمة، أما إذا كانت المدة قصيرة فيجب إعادة النظر في السيارة، لأنه يمكن أن يكون صاحبها يريد التخلص منها ومن أعطالها. • فحص لون الدخان الذي يخرج من عادم السيارة، فإذا كان يميل إلى السواد، فهذا يدل على أن هناك أعطالا بسيطة في المحرك، أما إذا كان الدخان أزرق أو أبيض فالأفضل عدم الشراء. • التأكد من سلامة طلاء السيارة وفحص إطاراتها. • التأكد من عدم وجود صدمات بارزة في هيكل السيارة. • ملاحظة سطح المحرك والتأكد من خلوه من الزيوت. • فحص حالة السيارة الداخلية وكفاءة مكيف الهواء والتأكد من الأجهزة عموما. الشباب والمعارض عدد من الشباب يتحدثون عن طريقتهم المفضلة لشراء السيارة المستعملة من المعرض أو الحراج، فأشار صالح الشمراني (خريج ثانوية) إلى أنه يفضل الشراء من المعارض لوجود ضمان لمدة معينة على السيارة، فإذا حصل أي عطل فيها يمكن إصلاحها على حساب المعرض، مع ملاحظة أن هذا الضمان لا يقدم إلا من قبل معارض معينة ويشمل الأجزاء المهمة في السيارة. ويختلف محمد باسل (20 عاما) مع الرأي السابق ويؤكد أن المعارض تقدم ضمانا على أجزاء السيارة السليمة، أما التالفة فلا يشملها الضمان ما يجعل المشتري يعتمد على هذا الضمان الخادع ولا يفحص السيارة، بل يشتريها بمجرد النظر إلى جمال منظرها الخارجي وطلائها ويتفاجأ بعد استخدامها بالأعطال الكثيرة التي لا يشملها الضمان والتي تكلف الكثير. عمل مربح هاشم الشريف (26 عاما، موظف حكومي) يقول: أعمل في الحراج منذ عام، بدأت بتشجيع من صديقي صاحب معرض، ولكنني وجدت أنها عملية مربحة وجيدة وأعمل فيها في وقت الفراغ حتى لا يتأثر عملي الرسمي، إضافة إلى رغبتي في زيادة دخلي، فنحن في مرحلة الشباب والاعتماد على النفس شيء ضروري ومهم، لابد للشباب أن يكون نفسه ليستقر في المستقبل ويتزوج ويعيش حياة كريمة هو وأبناؤه، وتلك نصيحتي لكل شاب يحب الاعتماد على النفس والعمل في أي مجال، فالعمل ليس عيبا؛ سواء كان في حراج أو أي مكان آخر.