تملك 58%من أصل 65%سيدة سعودية حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي وردت هذه الإحصائية عبر موقع الإحصاءات إنسايت مينا «InsightsMena»، حيث إن المرأة تشكل أكثر من ثلث مستخدمي الأنترنت في السعودية والبالغين أكثر من أربعة ملايين . وتصدرت شبكات التواصل الاجتماعي قائمة الوسائل الأكثر والأسرع تأثيراً في المجتمع، وباتت حديث السيدات من الأعمار كافة، بل نافسن أبناءهن في ارتيادها، ويكاد لا يخلو مجلس من كلمة (فيس بوك) أو( تويتر) ليبدأ الحديث حول الشائعات والأخبار، وتجدها بعضهن بمثابة منزل آخر، قد يكون أكثر حرية في التعبير عن الرأي والابتعاد عن ضغوطات الحياة والالتزامات العائلية . وترى سيدات سعوديات هذه المواقع وسيلة تواصل سهلة من المنزل بحيث تدير شؤون المنزل وفي نفس الوقت تتواصل مع الأصدقاء، واللافت أن غالبية السيدات أصبحن يمتلكن هواتف تمكنهن من الوجود الدائم في هذه المواقع الاجتماعية. وتستخدم أخريات هذه المواقع لأغراض تجارية، خاصة اللاتي يعملن من المنزل، وقد راجت هذه الفكرة التي لاقت استحساناً واسعاً مؤخراً، كما شكلت دخلاً مادياً لا بأس به للعديد منهن . تقول نجلاء عبدالقادر مصممة مجوهرات سعودية عن تجربتها عبر موقع فيس بوك: « أتاح لي (فيس بوك) فرصة للتعريف بموهبتي وعرض إنتاجي، وأصبحت أعتمد عليه كثيراً في الإعلان عن المعارض التي أقيمها». وترى فاطمة قاروب مؤسسة حملة إلكترونية اجتماعية أن هذه المواقع أظهرت قضايا المرأة، بطريقة لم يكن يراها المجتمع بشكلها الحقيقي، وقضايا أخرى صدمت المجتمع بعدما كانت مخبأة ومنسية ومع تطور وسائل الإعلام بدأت تطفو على السطح، كقضايا العنف ضد المرأة، والعضل. وتؤكد دراسات مختلفة تجنب معظم مستخدمات فيس بوك السعوديات استخدام اسم العائلة فيها، أو يستخدمن أسماءً مستعارة. وتقول فائقة حسن «45 عاما» من مستخدمات الفيس بوك : « أستخدم اسماً مستعاراً لتخطي القيود فأعبر عن مشاعري المكبوتة دون خوف العقاب، لديّ أكثر من ثلاثة آلاف صديق، لا أعرف إلا القليل منهم، وبعضهم أصبحوا مقربين أبث همومي لهم»، وتضيف فائقة: « لا تهمني الأسماء أبحث عمن يستمع لي ويشاركني اهتماماتي». واللافت أن مواقع التواصل الاجتماعية أضحت وسيلة تواصل بارزة لدى الإعلاميات تتيح لهن المتابعة ومعرفة المستجدات. وتضيف مها السراج إعلامية سعودية ومقدمة برنامج «سعوديات في القمة» على قناة «الآن» عن نظرتها لهذه المواقع: «استخدمت الفيس بوك مع بداية عملي الإعلامي، وكان الدافع الرئيس التواصل مع الشخصيات الإعلامية والثقافية للتعريف بنفسي كشاعرة وإعلامية، كما أجد نفسي راضية تماماً عما حققته لي تلك المواقع في التعرف بشخصيات مهمة إضافة إلى الانتشار الذي اختصر لي الوقت والجهد»، وتؤكد السراج حرصها على الوجود اليومي لوضع الجمهور باستمرار أمام أعمالها واعترفت: «أعتبر هذه المواقع جزءاً من روتيني اليومي» ثم تضيف : «يهمني إبراز الدور الاجتماعي الرائع للمرأة السعودية، كما يعنيني طرح قضاياها في برامجي». ورغم الإقبال الرجالي والنسائي على هذه المواقع إلا أن كثيراً من الرجال يرفضون وجود المرأة فيها، بحجة أنها تعارض العادات والتقاليد، وتفتح الأبواب لنقاش قضايا تثير المرأة على الرجل وتستحث تمردها وعصيانها، فيما يشكو بعضهم من أن هذه المواقع أسهمت في تقصير المرأة داخل بيتها، وقلصت تواصلها مع العائلة، بينما يرفض آخرون هذه النظرة ويصفونها بالسطحية والإجحاف في حق المرأة. وحول تعرض المرأة السعودية بالذات للمضايقات على هذه المواقع، تحمّل راوية المجتمع هذه المسؤولية قائلة: «مجتمعنا هو الذي جعل المرأة خطا أحمر يسعى الجميع إلى تخطيه بدافع الفضول والعناد، فكل ممنوع مرغوب».