مشاعر الحب لا يمكن أن تكون مصطنعة، والقلق والخوف وانتظار الأخبار السعيدة عن من نحب هي السمة التي نعرف بها إنسانيتها، ظهر مليكنا وحبيب الشعب أمس واطمأنت القلوب وارتفعت الأكف بالدعاء، الحمد لله على سلامتك، كلنا كنا في الألم عبدالله، وكلنا كنا تحت تأثير الألم الذي أصاب قرة أعيننا. ملكنا ليس كأي ملك، فقد أحبه الصغير والكبير، منحناه حباً مثلما مُنِحنا منه، عفويته جعلت الكل يسعد بخبر سلامته، ولذا فالسعادة التي تغمرنا لنجاح عمليته أطال الله في عمره. الملك عبدالله، أو حبيب الشعب، أو نبض الوطن، كلها تصب في شخص من أحب هذا الكيان، وقدر الناس، وسعى إلى جعل هذا الوطن شامخاً متقدماً من خلال سواعد أبنائه الفتية. مليكنا وضع المواطن نصب عينه، وقدمه في كل شيء، وأحب أن يطور في الخيار الفكري للمجتمع، فابتعث آلاف الأبناء للخارج حرصاً على مستقبل لن ندركه الآن، ووضع لبنات المشروعات التنموية خدمة للوطن وللمواطن، وفتح آفاقاً نحو الآخر بكل الخلافات التي كانت ترهبنا من الاقتراب من ذلك الآخر، إيماناً منه بأن الإنسان هو الإنسان مهما تمت أدلجته أو تحويله إلى تابع لبعض الأفكار الهدامة، ولعل افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الأديان هو المثال الأنضج لما يريده ملكٌ لشعبه، فليس شرطاً أن نكون تبعاً لأفكار الآخرين، ولكننا يجب أن نكون أنداداً لهم من خلال ما نملك من إرث تاريخي وثقافة دينية. ملك أحبنا فبادلناه بعضاً من مشاعره نحونا، حفظه الله لنا وحفظ له قلوبنا التي تلهج بالدعاء له.