كنت مساء أمس في طريقي إلى الطائرة من مطار « دبي » وخلال دقائق تلقيت خمسة اتصالات من زملاء وأصدقاء، وأضعافها رسائل « sms» وكلها تبشِّر وتهنئ بصحة المليك المحبوب « عبدالله بن عبدالعزيز » حفظه الله. وما إن وصلت الدمام وبدأت أتابع حتى وجدت احتفاءات واحتفالات الشعب على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع النت التي تناقلت الصورة المطمئنة التي بثها « التلفزيون السعودي » قبل مغرب أمس. لست مستغرباً ولا مندهشاً من محبة الناس ل « أبومتعب » ولا من فرحهم بشفائه وإطلالته البهية عليهم عبر الشاشة، ولكنني أجدها مناسبة سارة جداً، لأقول لمطلقي الشائعات والمرجفين والساعين إلى الاصطياد: لعل وجوهكم أصبحت قوالب ثلج منذ الساعة الخامسة مساء أمس، ولعلها تخجل مستقبلاً من ترويج الأكاذيب وتخويف الناس وادعاء الاطلاع على بواطن الأمور. لا يزعجني ولن يزعجني من يقول لي « إن فلاناً مريضاً « وهو متألم وآسف على ما أصاب ذلك الإنسان من ربه، داعياً له بالشفاء والعافية، لكن المؤلم والمسيء لي ولك ولأي إنسان، أن يبث أحدهم معلومة عن أي إنسان آخر غير صحيحة مطلقاً بهدف التشفي أو البلبلة والإرجاف، فما بالك إذا كان هذا الإنسان هو « ملك البلاد » وقائدها، وهو مَنْ هو في قلوب الناس وضمائرهم وعقولهم مثل« عبدالله بن عبدالعزيز » أليس الأمر محزناً ومؤلماً ومسيئاً، ثم كيف يكون وضع هذا المروج والمرجف أمام نفسه عندما يجد أن الناس كلهم عرفوا أنه «كذّاب»، أليس لديه ضمير يحاسبه ودين يردعه وأخلاق تمنعه، إن الله يراه حتى لو تخفّى خلف اسم مستعار أو رمز، وهو يرى نفسه، والناس -قد- يرونه ويعرفونه ذات يوم، وهو قد يغيّر جلده أقصد اسمه المستعار، أو رمزه ويستمر طالما ساحات التواصل الاجتماعي تتيح مثل هذا، لكن هذا النوع من البشر سواء أدرك أم لم يدرك سيبقى من سقط المتاع. لقد تهللت وجوه الناس، واستبشرت قلوبهم، وفرحت أنفسهم بإطلالة المليك الحبيب سليماً معافى، وسبق أن كتبت وقلت وأقول اليوم: إن رسالة الصدق والحُب التي يتبادلها عبدالله بن عبدالعزيز مع إخوانه وأبنائه وبناته المواطنين والمواطنات هي التي تجسّر العلاقة بين الجميع يومياً، وهي التي تمنحه هذا الرصيد الهائل من الحب والتقدير والاحترام الذي ينمو ويتعاظم كل لحظة، هذا فضلاً عما قدَّمه ويقدِّمه الملك الصالح المُصلح الإنسان لوطنه وأهله وأمته من إنجازات تاريخية عظيمة في شتى المجالات، وفضلاً عن الآمال الكبيرة المعلقة عليه في مستقبل التطور والتحضر لوطننا الذي يعيش نهضة تنموية متميزة في مختلف الحقول المادية والمعنوية. محبة الناس ل «أبو متعب» وتقديرهم لإنجازاته وتطلعاتهم للمستقبل المزدهر على يديه، أكبر من الوصف وأعظم من كلمات تقال أو تكتب. عبدالله بن عبدالعزيز «علامة إضاءة تاريخية فارقة مبهرة ونادرة في التاريخ الحديث». حفظه الله ومتّعه بالصحة بالعافية، وأبقاه ذخراً لما يتوّق إليه الوطن وأهله من خطوات بل قفزات حضارية واعية.