بمشاعر يغمرها الفرح والحب يتطلع الشعب السعودي إلى عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية إلى أرض الوطن بعد أن منّ الله عليه بالشفاء بفضله تعالى ثم بدعوات الملايين من محبيه. الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحظى بمحبة حقيقية من أبناء شعبه النبيل ، محبة غير مفتعلة ولا مزورة ولا مؤقتة، فهم يرون فيه الأب والأخ والصديق ، ودعك مما تنشره وسائل الإعلام المقروءة أو القنوات الفضائية عن تلك المشاعر المحبة الفرحة ، ولكن يمكنك أن تقوم بجولة في أي مدينة من مدن السعودية لتلحظ صور عبدالله بن عبدالعزيز على المركبات ، وتستقرىء مشاعر الحب والفرح في نقاشات المجالس والمقاهي وأي مكان يتجمع فيه الناس ، وإن شئت مزيدا فيمكنك أن تتجول على مواقع النت المختلفة ومواقعه الحوارية لتجد ما هو أكثر من ذلك وأعظم وربما أصدق نظرا لكثرة الأسماء المستعارة التي يمكنها أن تقول وتكتب غير تلك المشاعر الفياضة بالحب والتقدير والتطلع المخلص الصادق. الملك عبدالله تميز عند شعبه ببداهة الصدق في القول ، والجمال في الفعل ، فجاء عهده متميزا بإنجازات تنموية نوعية فارهة ، ابتداء بفتح باب الحوار الوطني الذي كانت بدايته مبشرة عميقة الدلالة ، ومرورا بمشروع الابتعاث العظيم وتأسيس أكثر من خمس عشرة جامعة جديدة ، وضخ مليارات الريالات على مدار السنوات الأربع الأخيرة لإحداث نهضة في مختلف المشاريع التي يحتاجها الوطن ، متوجا ذلك بجملته الشهيرة التي كررها للوزراء مع كل ميزانية (لم يعد لكم عذر) ، والتي كان ومازال لها صداها في عقول وقلوب الناس كلما توقفوا عند مشروع أنجز أو ذلك الذي لم يقم ، أو آخر متعثر ، أو ثالث متأخر. ولأن عملية الإصلاح والتنمية عملية مستمرة تبدأ ولا تنتهي ، والتطلعات حولها تتنامى وتكبر فإن الشعب السعودي المحب لمليكه وقائده يرى فيما تحقق في بداية الحوار الوطني وصدور نظام البيعة ، وما حدث من إنجازات تنموية نوعية ، يرون في كل ذلك مقدمات رائعة لتواصل مشروع الإصلاح السياسي والإداري والتنموي. ولعل جولة على مواقع النت التي أشرت إليها أعلاه ، وهي تعبر عن مشاعر الفرح والغبطة بعودة المليك ، يمكن من خلالها قراءة تلك التطلعات الإصلاحية المنتظرة التي يؤمل أن تمتد إلى إعادة الحوار الوطني إلى سيرته الطبيعية وهدفه الأول ، وتطوير نظام مجلس الشورى بالمزيد من الصلاحيات وآلية انتخاب أعضائه أو نصفهم ليكون مجلسا فعليا للتشريع والرقابة ، ومثل ذلك نظام مجالس المناطق الذي من الضروري أن يتيح للمناطق فاعلية وصلاحية في تنمية وتطوير ذاتها بعيدا عن البيروقراطية الحالية المترهلة ، إضافة إلى أنظمة رقابية فاعلة في كبح جماح الفساد الإداري والمالي الذي كانت كارثتا مدينة جدة إحدى تجلياته الصادمة ، ولعل فيما ينتظر من قرارات حول مكافحة هذا الفساد بصفة عامة شاملة ما يفتح الباب لمعالجة هموم اجتماعية وشعبية كثيرة سواء على مستوى حقوق الإنسان وتطبيق واحترام الأنظمة الموجودة وإضافة ما يعززها ، أو على مستوى الحياة المعيشية للمواطنين وما تعنيه من تطوير أو تغيير أنظمة التوظيف وسلالم الرواتب ، وتحقيق معادلة مستوى الدخل مع غلاء المعيشة سكنا وطعاما وملبسا وعلاجا ، والنظر إلى البطالة من واقع وطن ينعم بالخيرات والفرص التي لابد أن تشمل هؤلاء الشباب المنتظرين للعمل من الجنسين والمتطلعين إلى مستقبل تحفه الطمأنينة التي تقوم على أنظمة فاعلة طويلة الأمد للحقوق والواجبات. إن محبة وتقدير أبناء وبنات المملكة لمليكهم (أبومتعب) لا حدود لها ، وفرحهم بعودته سالما معافى لا توصف ، ولا يوازي ذلك سوى ثقتهم في أن تطلعاتهم المشروعة في الإصلاح والتنمية والطمأنينة على مستقبلهم هي في قلب وعقل المليك ومدار عنايته واهتمامه ، وأن ما تحقق من إصلاحات وإنجازات على يديه في السنوات القليلة الماضية ليست سوى تأكيد عملي على أن المليك والشعب شركاء متفقون في الإصلاح والأحلام والتطلعات ، وفوق ذلك ومعه في الحرص الأكيد على أمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية تحت قيادة الأكفاء من آل سعود.