اختتم اليوم الأول لمؤتمر «فكر11» بجلستين، الأولى بعنوان «التنمية ومستقبل الحكومات»، حول الوطن العربي في عام 2020، شارك فيها النائب اللبناني جان أوغاسبيان، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية ل «أرابيا مونيتور» فلورانس عيد، وعضو مجلس النواب الأردني محمد الحلايقة، وأدارتها الإعلامية فاطمة ضاوي. وأكدت فلورنس عيد أن أهم التحديات التي تواجه البلدان العربية، هو النمو المتفاوت بين الدول المصدرة للبترول والبلدان المستوردة. واعتبر جان أوغاسبيان أن التغيرات في العالم العربي تعود إلى دينامية الشباب العربي، وشعور الحكومات أنها أصبحت خاضعة للمساءلة، مشيرا إلى أن السعي للاستجابة لحاجات المواطنين، هو هدف يجب العمل عليه. ورأى الحلايقة أن الهياكل الحكومية متخلفة، وتحتاج إلى ثورة بيضاء، تفضي إلى مواكبة الإيقاع السريع للعالم، لأن الاقتصاد اليوم هو اقتصاد المعرفة، مشيرا إلى أنه يجب على الحكومات التمتع بالشفافية والمصداقية وأن تُحاسب، كما يجب بناء جيل يقود المسؤوليات، ومؤسس على المعرفة. وقال: رغم أن 20% من الإنفاق يجري على التعليم، إلا أن هذا الإنفاق الأكبر يحصل في المجال الإداري، وليس في مجال تطوير التعليم، الذي يجب أن يتحول من تلقيني إلى إبداعي. وأجاب المتحدثون في الجلسة الثانية «المعلومات وشفافية الحكومة: دور جديد للإعلام»، التي أدارتها الإعلامية منتهى الرمحي، على أسئلة تتعلق بتأثير الإعلام الحديث بالرأي العام العربي، ودور الرقيب على أداء القطاع العام، وإمكانية الجمع بين وسائل الإعلام التقليدية والجديدة لتحسين المساءلة الحكومية والشفافية والأداء. وأشارت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في مملكة البحرين، سميرة رجب، إلى أن «التعتيم لم يعد وارداً في ظل وجود الإعلام الجديد»، لافتة إلى أن «الحريات لا يمكن مواجهتها أو سدها، بل على الحكومات التعامل مع الوضع الجديد، وتجاوز المرحلة الانتقالية التي يمر بها الإعلام». من جهته، أشار أستاذ علوم الاتصال في كلية الإعلام في جامعة الشارقة، صادق الحمامي، إلى أن السلطات في العالم العربي تنظر إلى السلطة كأنها سرية، تتعلق بهيبة الدولة، إلا أن الشفافية مرتبطة بأصول الديمقراطية. وأوضح مدير برنامج الحكومة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، فادي سالم، أن «كلمة شفافية نسبية، ولكن دور الإعلام هو مراقبة الأداء الحكومي لتصحيحه»، موضحا أنه «حدث تغير في آلية تدفق المعلومات، فقد كان لدينا نقص في تدفق المعلومات، والآن أصبح لدينا قنوات جديدة مكنت المواطنين من ملء هذا الفراغ، وبدأوا بتغطية هذه الفجوة». بدوره لفت مدير الاستراتيجيات الإبداعية في شبكة الخرابيش الإنمائية في الأردن، وائل عتيلي، إلى أن الإنترنت فتحت «المجال للإبداعات العربية، خصوصا الشبابية، إذ ساعدت الشباب على كسر الحواجز والتعبير عن أنفسهم».