عمّان – راكان الفهيقي (موفد «الشرق») إضاءة لكامل الطريق وجزيرة وسطية بعرض 20 مترا لتأمين السلامة المرورية. يبلغ طوله 110 كيلومترات ويضم أربعة مسارات تنفذ على مرحلتين بواقع 55 كيلومترا لكل مرحلة. إقامة ثلاثة جسور لخدمة التجمعات السكانية في مناطق الضليل والحلابات والشويعر. كشفت ل «الشرق» مصادر خاصة أن المملكة سلمت الأردن أمس الأول خطاب الموافقة والاعتماد النهائي للدراسة المرفوعة من قبلهم، والخاصة بالمنحة التي أعلنتها السعودية سابقا لإعادة تأهيل طريق العمري – الأزرق، وذلك بعد استكمال إجراءاتها الرسمية ودراستها من قبل الصندوق السعودي للتنمية. ويعطي تسلم الجهات الأردنية لخطاب الموافقة إشارة ضمنية لبدء العمل والشروع بالتنفيذ لجميع المراحل التي تبدأ بدعوة المقاولين للتأهيل وتقديم العروض لعطاء المنحة ليتم بعدها اختيار المقاولين المؤهلين من بين المتقدمين مع شرط الصندوق أن يكون المقاول السعودي منفذا للمشروع سواء كان ذلك بشكل منفرد أو بالائتلاف مع الشركات المحلية الأردنية. ومن المتوقع أن تنهي بذلك المنحة السعودية معاناة المسافرين عبر طريق الأزرق الدولي أو كما يطلق علية شعبيا «أزرق الموت» والممتدة على مدى ربع قرن مضى شهد خلالها الطريق الآلاف من حوادث السير التي راح ضحيتها المئات من المسافرين عبر الطريق وضعفها من الإصابات البالغة نتيجة تهالك الطريق ذي المسار الواحد وضيقه، لاسيما وأنه لم يشهد أي أعمال توسعة للمسار منذ إنشائه، عدا حالات صيانة طارئة وترقيعات للأجزاء المتكسرة والحفر الكبيرة طوال الفترة الماضية. منحة كريمة يحيى الكسبي ورفع وزير الأشغال العامة والإسكان الأردني المهندس يحيى الكسبي في بداية حديثه لمقام خادم الحرمين الشريفين التهنئة بمناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجراها، سائلا المولى أن يمن عليه بالصحة والعافية، مقدما في الوقت ذاته الشكر والعرفان للحكومة السعودية نظير ما تقدمه من دعم متواصل لأشقائهم في الأردن، الذي كان آخره تسلمهم خطاب الموافقة النهائية للمنحة المعلنة سابقا، والخاصة بتمويل مشروع إعادة تأهيل طريق الأزرق الذي يربط الدولتين الشقيقتين عبر «الحديثة – العمري – الأزرق» الأمر الذي يعني دخول المشروع حيز التنفيذ الفعلي وبدء العمل والإنجاز، كما ثمن دعوة الملك له ولاثنين من زملائه الوزراء في الأردن لأداء فريضة الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين، وقال إنهم وجدوا خلالها كامل الرعاية والعناية. دعوة المقاولين وأكد الوزير الكسبي في تصريح خاص ل «الشرق» أن وزارته ستشرع خلال الأيام القليلة المقبلة في العمل المتواصل للمسارعة بطرح العطاء للمشروع ودعوة المقاولين الراغبين بدخول المنافسة وتقديم العروض بعد تجاوز مرحلة التأهيل لهم ليتم بعدها دراسة العروض المقدمة وإعلان المقاولين المنفذين مبينا أن وزارته أسندت مهمة الإشراف الكامل على جميع مراحل تنفيذ المشروع مع دار هندسية متخصصة بمثل هذا المشروع التي جرى اختيارها من بين المكاتب الاستشارية المؤهلة لتتولى دراسة وإعداد خطة العمل التفصيلية للمشروع مع الإشراف الكامل على الطرح والتنفيذ بشكل يشمل تدقيق المخططات التصميمية ووثائق العطاء وآلية الطرح بشكل مفصل مبينا أن إعلان المقاولين المنفذين لن يكون إلا بعد شهرين من الآن للعمل على تحقيق شرط الصندوق بأن تكون الشركات والمؤسسات الوطنية السعودية منفذين للمشروع وذلك عبر الإتلاف والشراكة مع نظرائهم الأردنيين الأمر الذي دفع وزارته لتكون عملية الطرح بمراحل ستبدأ بالدعوة للتأهيل والتقدم للعطاء منتصف الشهر المقبل متوقعا أن تستمر هذه المرحلة لمدة بين شهر إلى شهرين يتم بعدها اختيار وإعلان المقاولين المنفذين للمشروع بين المتأهلين وفقا للدراسة التي أعدها المكتب الهندسي المشرف على كامل المشروع. تقديرات متفاوتة وعن تفاوت التكلفة المعلنة من قبل الجانبين التي انخفضت للنصف تقريبا أكد الوزير الكسبي ل « الشرق « أن الرقم المعلن من الجانب الأردني جاء وفقا للدراسات التفصيلية للمشروع القائمة على الاحتياج الفعلي للتنفيذ وفقا للأسعار الدارجة حاليا بالسوق المحلية لاسيما خلال تجاربهم بتكلفة تنفيذ مشاريع مماثلة سابقا مؤكدا أن المعلن من الجانبين حاليا هو تقديرات وتوقعات مستقبلية وفقا للمعطيات المتوفرة لدى كل جهة وأيا كانت هذه التقديرات تظل توقعات لن تتأكد إلا بعد تقدم المقاولين المتأهلين بعروضهم وقتها ستتضح التكلفية الفعلية لمبلغ المنحة التي تكرمت بها حكومة خادم الحرمين الشرفيين لإخوانهم وأشقائهم في الأردن والأخوة المسافرين عبر الطريق القادمين عبر المنفذ السعودي «الحديثة» في محافظة القريات مرورا بمنفذ العمري والأزرق، سواء كانوا مواطني دول التعاون أو بقية الدول الصديقة معتبرا أن المشروع الجديد لطريق «الأزرق» متى ما أكتمل سينهي معاناة المسافرين عبر الطريق التي امتدت طوال 25 عاما مضت وما يشهده الطريق بشكل شبه يومي من حوادث سير نجم عنها مئات الوفيات والإصابات البالغة للمسافرين نتيجة لضيق الطريق ذي المسار الواحد وتهالكه. لا تعديلات ولا تقليص وأوضح وزير الأشغال العامة والإسكان الأردني ردا على سؤال ل «الشرق» عن احتمال إجراء تعديلات جذرية من قبل الصندوق السعودي لدراسة المشروع المرفوع من قبلهم مما يفسر تفاوت الأسعار وانخفاض التكلفة المتوقعة للجانبين للنصف بالقول «لا.. هذا الأمر لم يحدث وهو مستبعد تماما» مؤكدا أن الموافقة السعودية جاءت مطابقة للدراسة المرفوعة من وزارته بحيث تشمل أعمال التنفيذ لمنحة «الأزرق» إعادة تأهيل الطريق ذي المسار الواحد حاليا ليصبح أربعة مسارات وجزيرة وسطية حسب المواصفات الدولية، ومضاء بالكامل بامتداد يبلغ طوله 110 كيلومترات ابتداء من تقاطع الضليل (المنطقة الحرة) بالقرب من الحدود السورية وصولا إلى مركز حدود العمري المتاخم للحدود السعودية، مبينا أن عطاء تنفيذ مشروع طريق «الأزرق» سيتم تنفيذه على مرحلتين بطول 55 كيلومترا لكل مرحلة ليصبح بأربعة مسارب وجزيرة وسطية حسب المواصفات الدولية إضافة إلى إنارة كاملة. ثلاثة أعوام للتنفيذ وتوقع الوزير الكسبي أن يتم إنجاز المشروع بالكامل بعد طرحه وإعلان الفائزين خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أعوام من تاريخ تسلم المقاولين مواقعهم، مبينا أن المشروع سيحدث نقلة نوعية في الخدمات المميزة للمسافرين، لا سيما أن الطريق الجديد تم تصميمه بشكل هندسي متطور وفقا لأعلى المعايير والمواصفات الدولية، من بينها إقامة جزيرة وسطية للطريق بعرض 20 مترا بهدف تأمين السلامة المرورية، كما يشمل إنشاء أربعة تقاطعات رئيسة موزعة على امتداد المشروع في كل من : الضليل، الموقر، الأزرق، الجفر، إضافة إلى إقامة ثلاثة جسور لخدمة التجمعات في مناطق الضليل والحلابات والشويعر متوقعا أن يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال ثلاثة أعوام من تسليمه للمقاول. اقرأ أيضاً: الموافقة النهائية لمنحة «الأزرق» بتكلفة قدرت ب 450 مليون ريال الطريق الدولي يشق مدينة الأزرق