عادات وتقاليد وأعياد متنوعة في إيران تختلف كثيراً عن عادات العرب وتقاليدهم، ومناسبات وأعياد لم يعرفها العرب أيضاً، ومنها يوم الحادي والعشرين من ديسمبر، وهو بداية فصل الشتاء، ويطلق عليه في إيران “شب يلدا”، أي أطول ليلة في العام. في هذه الليلة تتجمع العائلات في البيوت، ويجتمع الأصدقاء في المقاهي والمطاعم البعيدة عن وسط المدينة؛ بسبب قبضة الشرطة الأخلاقية التي تمنع التجمعات الليلية في الأماكن العامة؛ إذ من المعروف في إيران أنها تعيش حالة طوارئ تمنع المحال والمرافق السياحية وغيرها من فتح أبوابها بعد الحادية عشرة مساء. وفي هذه الليلة تترتب الأمور عادة مع شرطة المنطقة بواسطة الرشى؛ لغض الطرف عن الساهرين والساهرات. أما طقوس هذه الليلة، فهي السهر والرقص على أنغام الموسيقى والغناء، لكن أهم ما يميز هذه الطقوس هو ضرورة أكل البطيخ؛ لأنه يرمز إلى الفصل السابق، وبالتالي فإن تناوله يعني وداع الفصل واستقبال الشتاء، وبالتالي وداع موسم البطيخ، كما يتناولون الفاكهة المجففة والمكسرات وغيرها. ومن ميزات هذه الليلة أن بعضهم يتبرع بإلقاء نصوص شعرية لكبار الشعراء، مثل حافظ والفردوس، وربما قراءة الروايات ومقاطع من القصص المرتبطة بالمناسبة غالباً، والقراءة تشبه طريقة الرواي في الأمسيات العربية، وهو تقليد معروف. وفي أطول ليلة في العام، لابد من النار التي يطوفون حولها أو يقفزون من فوقها. وأختم بأن آخر ليلة في الشتاء هي أيضاً مهمة، ولها طقوسها التي سنتعرف عليها في حينها.