تعرض الدورة الرابعة من مهرجان الدوحة السينمائي، الحدث السنوي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، في برنامجها ليوم الإثنين الموافق 19 نوفمبر 2012، باقة متنوعة من العروض السينمائيّة الرائعة من مختلف أنحاء العالم. ويتضمن جدول العروض عدداً من الأفلام الوثائقيّة المؤثرة، إلى جانب فيلم سينمائي مستوحى من إحدى روايات الكاتب الأمريكي هنري جيمس، وآخر من آيسلندا يتحدث عن قصة كفاح مرير للبقاء على قيد الحياة، وغيرها عديد من الأفلام المميزة. وسيتاح لعشاق الأفلام فرصة المشاركة في إحدى جلسات النقاش حول أساليب سرد القصص في عصر الديجيتال، وذلك ضمن سلسلة “حوارات الدوحة”، المنصة التفاعلية التي يديرها عدد من أبرز خبراء القطاع السينمائي. ويكشف الفيلم المؤثر “جمرات” للمخرجة تمارا ستيبانيان، جانباً من تاريخ أرمينيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ وسيتم عرضه ضمن مسابقة الأفلام العربية الوثائقيّة الطويلة عند الساعة 3:30 ظهراً في “سينما معهد الدوحة للأفلام” وحديقة “متحف الفن الإسلامي”. ويعيد هذا الفيلم إحياء ذكرى جدة المخرجة السينمائيّة التي تحمل اسم تمارا أيضاً، وذلك من خلال الحديث مع أصدقائها المسنين في مسقط رأسها في أرمينيا، حيث تسهم هذه الذكريات في ردم الهوّة بين الماضي والحاضر. وتشمل العروض الوثائقيّة الأخرى فيلم “آه يا جسمي” حول تطور العمل المسرحي “نيا” الذي تقوم بإعداده سيدة جزائرية تدعى نوال بولاغرا بمساعدة زوجها مدير الرقص. ويتناول هذا الفيلم العمل الافتتاحي لأول فرقة رقص معاصرة في الجزائر، حيث يوثق استخدام راقصي موسيقى ال”هيب هوب” بعض الأساليب الجديدة لاستخدام أجسامهم خلال الرقص. وسيتم عرض الفيلم عند 9:30 مساءً في كتارا 12 صالة ب. وضمن مسابقة الأفلام الروائية العربية، تشارك المخرجة ماجي مرجان بفيلمها “عشم” الذي تسرد فيه قصص ستة أزواج في مراحل رومانسية مختلفة على خلفيّة اضطرابات القاهرة خلال الفترة الممتدة حتى ثورة 25 يناير؛ ويربط البائع المتجول عشم بين هذه القصص التي تعبر عن الطموح والفرح وخيبات الأمل، مصوراً بذلك تفاؤُله حيال مستقبلٍ أفضلٍ بآمال مصر. ويشارك فيلم “ذكريات ملاعب” للمخرج براحيم فريتح في مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة؛ وهو إنتاج فرنسي قطري مشترك تدور أحداثه في صيف عام 1980، ويروي قصة الفتى إبراهيم البالغ من العمر عشر سنوات، وإدراكه المتنامي لتعقيدات العالم من حوله. ويحاول المخرج، من خلال عدد من المحاكمات البسيطة لبعض الشباب على خلفية اضطراب اجتماعي، أن يتخيل الكنوز التي يمكن أن يصطحبها إبراهيم معه إلى المستقبل. وتتضمن مجموعة أفلام يوم الإثنين كذلك فيلم “العمق” للمخرج أولافور داري أولافسون، الذي تبدأ أحداثه عندما ينقلب قارب صيد في مياه المحيط المتجمد الشمالي بالقرب من ساحل آيسلندا، فيسبح أحد أفراده “جولي” إلى الشاطئ متحدياً جميع الصعاب وتصبح قصة نجاته العجيبة موضوع تساؤل علمي فضولي. أما الفيلم الروائي “ما تعرفه مايزي” الذي تشارك في بطولته الممثلة الأمريكيّة جوليان مور، فهو يقدم رؤية عصرية لرواية الكاتب الأمريكي هنري جيمس التي تحمل العنوان ذاته. ويتناول الفيلم قصة زوجين مطلقين يتلاعبان بتفكير طفلتهما الصغيرة مايزي، وهو يعكس وجهة نظر الفتاة الذكية ابنة الستة أعوام وكيفية إدراكها لمن يهتم فعلاً لحياتها. وتتضمن فعالية “حوارات الدوحة” جلسة نقاش تحت عنوان “تحولات رواية القصة في عصر الديجيتال”. وتتناول الجلسة كيفيّة انتقاء صناع الأفلام والإعلاميّين أساليب سرد قصصهم في عصر جديد تسوده وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة. ومع تمديد فترة المهرجان لهذا العام، سيتم عرض ما يزيد على 87 فيلماً من أنحاء العالم كافة. وستطرح هذه الأفلام عديداً من الأفكار والموضوعات ضمن “مسابقة الأفلام العربية”، و”صنع في قطر”، “والسينما العالمية المعاصرة”، إضافةً إلى العروض الخاصة، وتحية إلى السينما الجزائريّة”. ويتيح المهرجان لجمهور الحضور تجربة ثقافية غنية وشاملة من خلال إضافة صالات عرض جديدة في العاصمة القطرية الدوحة، كما ستقام العروض الداخلية والخارجية في الهواء الطلق ضمن “الحي الثقافي – كتارا”، و”متحف الفن الإسلامي”، وسوق “واقف”. ويحرص المهرجان على تعزيز مشاركة الجمهور وأفراد المجتمع المحلي من خلال استضافة باقة غنية من الفعاليات الاجتماعيّة المهمّة مثل “أيام الأسرة”، فضلاً عن عقد سلسلة من حلقات النقاش، وفعاليات للتواصل، والبرامج التعليمية حول صناعة الأفلام بما فيها “حوارات الدوحة” و”مشروعات الدوحة”. الشرق | جدة