تحمل الفنانة اللبنانية كندة حسن مشاهد فيلمها “عن النغمة التي استطالت” في رحلة شاعرية صاخبة: شاعرية، لأن الصور الفوتوغرافية التي تتوالى هي أشبه بلوحات تجريدية، وصاخبة لأن آلة العرض هي عبارة عن جهاز يصدر أصواتا يشغله كل مشاهد بواسطة مقبض تشبهه ب”صندوق الفرجة”. وتشارك كندة حسن (28 عاما) في معرض “عتبات 2012″ الجماعي الذي افتتح الأربعاء في مركز بيروت للمعارض ويستمر إلى 23 يناير المقبل، بفيلم “عن النغمة التي استطالت”، وهو عبارة عن مجموعة صور التقطتها الفنانة الشابة من نافذة القطار بينما كانت تنتقل من مدينة إلى أخرى، وقامت بتوليفها. وتقول حسن “هي صور فوتغرافية تعني لي كثيراً، ولا تندرج ضمن المناظر الطبيعية كما قد يتراءى للبعض، بل هي صور وجدانية”. وتتابع “في هذه الصور خصوصية، ولها علاقة في مكان ما بالسيطرة على الأشياء، وكم الأشياء تسيطر علينا أحيانا وكذلك القضاء والقدر ودورة الحياة ورتابة الأيام. نعيش في إطار دائري لكن على الخط نفسه. ثمة بداية ونهاية وقد يصادفك ما ينقض عليك”. وتعتبر حسن إن هذه الصور”هي كالقصيدة، وليست صوراً تطبع وتلصق على الجدران بل تشكل فيلماً. وفي الوقت نفسه ليس فيلما تقليديا له بداية ونهاية وحبكة، وليس شريط موسيقى تصويرية”. وارتأت كندة حسن التي درست العلوم السمعية البصرية، أن تكون آلة عرض فيلمها غير تقليدية، تماما كفيلمها. وهي تقول لوكالة فرانس برس “هي كصندوق الفرجة، ولا يستطيع أكثر من شخص أن يشاهد الفيلم، إذ يدور الفيلم بواسطة مقبض على المشاهد أن يشغله”. ويبلغ طول شريط الصور حوالى 25 متراً. واستخدمت حسن حوالى 390 صورة إطارها ثابت تتوالى الواحدة تلو الأخرى بسرعة أو على مهل بحسب إيقاع المشاهد محرك المقبض لكن لا يتغير الإطار بل داخله، وفي بعض الأحيان يظهر انعكاس خيال المصورة. مما يجعل فيها حركة قد يشعر الناظر إليها أنه بالقطار على ما تقول الفنانة اللبنانية. وتقول حسن “فكرت أني إذا عرضت الفيلم على شاشة كبيرة أمام جمهور كبير في صالة، لن يشعر المشاهد بما شعرت به”. وتضيف “يجلس المشاهد وحده لمتابعة الفيلم مما يخلق علاقة خاصة مع الصور وعليه أن يشغل آلة العرض بواسطة المقبض لتمرير الصور بحسب إيقاعه، وهذا مهم بالنسبة لي، إذ سررت بفكرة أن كل مشاهد يتوقف عند صورة معينة أو يمررها بسرعة. إنها لعبة فرضت عليها إيقاعي عبر الصور في حين أن لكل مشاهد إيقاعه”. تجدر الإشارة إلى أن كندة حسن هي مديرة مؤسسة “إيقاع” الموسيقية التي تعمل على ترويج الموسيقى العربية “الجديدة والجيدة”. أ ف ب | بيروت