كشفت مصادر سياسية عراقية عن مكالمة هاتفية «عاصفة» عصر أمس بين نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بعد إطلاق السلطات العراقية سراح القيادي في حزب الله اللبناني علي دقدوق. وأكدت المصادر أن «بايدن» كان شديد اللهجه وأوضح عدم رضا الإدارة الأمريكية عن إطلاق «دقدوق»، فيما أفادت معلومات أن القيادي في حزب الله دقدوق، الذي كان معتقلا في بغداد بتهمة المشاركة في قتل جنود أمريكيين إبان الاحتلال الأمريكي للعراق، موجود في لبنان طليقاً منذ نحو شهر وأدى فريضة الحج مؤخراً.في الوقت ذاته، انتقد النائب عن القائمة العراقية، ياسين العبيدي، ما وصفه ب «الازدواجية في عملية إطلاق سراح المعتقلين»، وقال إن مواقف المالكي المزدوجة تظهر في عدم إطلاق سراح البعض وترك آخرين تحقيقاً لمكاسب سياسية.وقال العبيدي، في تصريح صحفي، إنه في الوقت الذي تعترض فيه بعض الجهات على تمرير قانون العفو العام «نراها تتساهل في إطلاق سراح البعض وفق أجندات سياسية»، منتقداً ما سمَّاه «التجني الكبير على المعتقلين الأبرياء وعلى مشاعر العراقيين بشكل عام».وأُلقِيَ القبض على دقدوق من قِبَل القوات البريطانية في البصرة في 20 مارس 2007، ويعد آخر معتقل سلمته القوات الأمريكية إلى السلطات العراقية قبل رحيلها في ديسمبر 2011، واتهمته السلطات العسكرية الأمريكية بأن له دورا في تدبير هجوم في كربلاء في يناير 2007 أسفر عن مقتل خمسة جنود أمريكيين.رسمياً، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية أمس عن خيبة أملها من إطلاق سراح دقدوق من قِبَل السلطات العراقية، مبيِّنةً أنها أبلغت الجانب العراقي موقفاً «صلباً» برفض القرار.وذكرت المتحدثة باسم الخارجية، فيكتوريا نولاند، أن الولاياتالمتحدة «تواصلت مع حكومة لبنان، البلد الذي انتقل إليه دقدوق».من جانبه، أوضح مكتب المالكي أن الأدلة الجديدة التي قدمها الجانب الأمريكي في قضية دقدوق لم تكن كافية عند استئناف حكم البراءة الصادر بحقه، لذا تقرر إطلاق سراحه من السجون العراقية.