أكد بيان لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي امس الإفراج عن الناشط في «حزب الله» اللبناني علي دقدوق المشتبه بتورطه في قتل جنود أميركيين، والمشاركة في أعمال عنف في العراق، ولفت إلى أن إطلاقه تم بعد خضوعه لكل الإجراءات القانونية والقضائية. وأوضح البيان انه «منذ استلام المتهم علي دقدوق من الجانب الأميركي الذي كان معتقلاً لديهم أجرى القضاء العراقي المحاكمات الأصولية له، وفق الأدلة وبيانات الاتهام المقدمة ضده من جانب المحامين الأميركيين»، وأصدر قراراً بتبرئته «لعدم كفاية». وأضاف أن «الجانب الأميركي تقدم بأدلة جديدة وطلب الاستئناف وفعلاً تم الاستئناف ولم تكن الأدلة كافية أيضاً فطلب الجانب الأميركي تمييز الدعوى وتم التمييز وصدرت البراءة. وبهذا قد وصل ملف قضية دقدوق إلى حكم قطعي، على ما أعلمنا القضاء العراقي، ولم يعد ممكناً أجراء أي محاكمة له بعد التمييز». وزاد: «قبل ذلك كان الجانب الأميركي طلب نقل دقدوق إلى الولاياتالمتحدة لمحاكمته. ولكن القضاء العراقي لم يوافق»، وأضاف أنه «تم طي هذه الإجراءات وأصبح اعتقال دقدوق من دون غطاء قانوني لهذا أخلي سبيله ورحل خارج العراق». ولم يصدر مجلس القضاء الأعلى أي بيان وامتنع مسؤولون فيه عن التعليق على القضية. وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن خيبة أملها من الإفراج عن دقدوق الذي كان معتقلاً منذ 2007 بتهمة قتل خمسة جنود أميركيين. وقالت الناطقة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند امس: «سنتبع كل الطرق القانونية لمحاكمة دقدوق عن الجرائم التي اقترافها». وأضافت أن»لهذا الغرض تواصلنا مع حكومة لبنان». ووصف السناتور الأميركي المرشح السابق للانتخابات جون ماكين قرار القضاء العراقي بأنه «عار»، ودعا إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة في العلاقة مع الحكومة العراقية. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى ل «الحياة» امس إن «دقدوق لم يكن معتقلاً في سجن بالمعنى المتعارف عليه، فقد كان مقيماً في منزل داخل المنطقة الخضراء منذ قرار المحكمة الجنائية المركزية في 7 أيار (مايو) الماضي إطلاقه لعدم توافر دليل لإدانته». وأضافت أن «دقدوق كان يتمتع برعاية خاصة وتزوره شخصيات سياسية ودينية». وانتقد النائب عن كتلة «العراقية» ياسين العبيدي امس إطلاق دقدوق واعتبره ازدواجية في التعامل مع المعتقلين. وأضاف في بيان:»في الوقت الذي تعترض جهات على تمرير قانون العفو العام نراها تتساهل في إطلاق البعض وفق أجندات سياسية وهذا فيه تجن كبير على المعتقلين الأبرياء». وقاد دقدوق مجموعة «كتائب حزب الله» التي اشتركت في عمليات عسكرية في العراق منذ عام 2005، فيما لا يعرف دوره في الحرب الأهلية العراقية، خصوصاً أن المحاكمة اقتصرت على اتهامه بقتل جنود اميركيين في محافظة كربلاء عام 2007.