أوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة نجران صالح بن محمد آل مريح ل “الشرق” أن نجران تحظى بثروة تراثية كبيرة، تتمثل في أربعين قرية تراثية يوجد بها 45 منزلاً من الطين والخشب بنظام المداميك. وتشتهر قرى نجران بهذا النوع من العمارة. وأوضح آل مريح أن هذه القرى تنتشر على ضفاف وادي نجران ووادي حبونا في المحافظات الشمالية للمنطقة، مثل هداده والخانق ومحافظة بدر الجنوب والمراكز الأخرى، حيث ما زال ملاك هذه المباني التراثية يتمسكون بها حتى اليوم، كما تفاعل الكثير من الأهالي للدعوات للحفاظ على المباني التراثية، التي تُعدّ إرثاً جميلاً لأبناء هذه المنطقة. وأضاف آل مريح أن الأهالي استفادوا من الدراسات والتصاميم التي قدمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار، والقروض المقدمة من بنك التسليف، وذلك بتحويل بعض تلك القرى إلى متاحف تراثية ومطاعم شعبية، ويتمسك الكثير من سكان منطقة نجران بالبيوت الطينية القديمة، التي يُعدونها إرثاً من الآباء والأجداد وشاهداً على عصر الحياة القديمة الجميلة. وتُعدّ البيوت الطينية والقصور والقلاع التاريخية فيها شاهداً على العصر، وتحظى بحب سكان المنطقة، معتبرين تلك البيوت رمزاً وتاريخاً للآباء والأجداد، لذلك حرص السكان على ترميمها والحفاظ عليها شامخة وسط المزارع والقرى والمدن. وتتميز البيوت الطينية بقوتها ومقاومتها للظروف المناخية، كما تتميز البيوت الطينية بجوها الصحي، حيث تتأقلم مع الظروف الجوية، فعند ارتفاع درجات الحرارة تحافظ على درجة برودة معتدلة، وفي البرودة أثناء فصل الشتاء يُخَزن جزء من الدفء داخل الدور، بعكس المباني الحديثة التي تتأثر بالعوامل المناخية، ويتبادر إلى ذهن الناظرين لهذه البيوت الطينية القديمة من طرازها وألوانها وتشييدها أنها من البيئة التي أنشئت فيها ورمز لحقبة زمنية ماضية مرت على هذه المنطقة، وتفسير لحضارتها وظروفها المعيشية.