تطمح ميسون عواد، مديرة إذاعة “نساء إف إم” المخصصة لقضايا المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى أن يصل تردد محطتها إلى قطاع غزة والعالم العربي، مشددة على نجاحها خلال عامين من تقليل نسبة الاعتماد على الممولين إلى أقل من 50%. وتأسست إذاعة “نساء إف إم” في عام 2010، وغالبية طاقمها الإعلامي من النساء. وتقول ميسون إن الإذاعة مع تركيز اهتمامها على قضايا المرأة، تسعى كذلك إلى تحقيق أرباح تجارية من خلال منافسة الإذاعات المحلية الأخرى المنتشرة في الأراضي الفلسطينية. وثمة 43 إذاعة محلية في الأراضي الفلسطينية. وتقول ميسون “نعتمد في منافستنا لهذه الإذاعات، على أننا متخصصون في قضية معينة، تتعلق بالمرأة وعلاقة المرأة بالعائلة والمجتمع”. وتوضح “خلال عامين نجحنا في إثارة عدد من الموضوعات، وحظينا بإقبال لم أتوقعه أنا أصلاً، حتى أن مؤسسات فلسطينية أهلية، ومن القطاع الخاص، تفاعلت معنا بشكل إيجابي ما دفعنا إلى تحقيق نجاحات على صعيد إثارة قضايا اجتماعية مهمة تخص المرأة”. وتضيف ميسون، التي عملت لدى سفارة جنوب إفريقيا حتى عام 2000 “عندما بدأنا العمل في الإذاعة قبل عامين، كانت نسبة اعتمادنا على دعم جهات تمويلية 100%، وفي العام الثاني انخفضت النسبة إلى 50%”. وتؤكد “واليوم وصلت النسبة إلى أقل من 40%، ونحن نسعى إلى مواصلة العمل كي يصل اعتمادنا على ذاتنا 100%”. يقع مقر الإذاعة الرئيس في مدينة رام الله في الضفة الغربية، وتديره ست نساء يحملن شهادات جامعية، إضافة إلى ثلاثة رجال يعملون في المجال التقني، لكنهم لا يتدخلون في مضامين عمل الإذاعة الإعلامي. وتقول ميسون إن عمل الإذاعة يتميز في أنها تقدم قضاياها من خلال منظور نسوي، “فمن يعد البرامج ويقدمها ويناقشها هي امرأة، ولا نعتمد على أن تكون المرأة، أو الفتاة، صاحبة الصوت الجميل هي مقدمة البرنامج فقط”. وتؤكد نورا عواد (23 عاماً)، التي تحمل شهادة إعلام في التليفزيون والإذاعة، وتعد برنامج “عصرية نسائية” وتقدمه، أنها اكتسبت معرفة كبيرة من خلال تدريبها وعملها في الإذاعة. وتقول “أنا أقوم بالإعداد والبحث والتقديم والاتصال، بحيث اكتسبت مهارات في المونتاج الصوتي والميكسر، وهذا من خلال إعدادي للبرنامج، ولم أكن لأحصل على هذه المهارات من خلال التعلم النظري”. وحول تعرضها المحتمل لمضايقات عبر الهاتف، خلال بث الإذاعة اليومي، تؤكد نورا “في بعض الأحيان، حينما نقوم ببث برنامج مسابقات، ولا نكون على علم مسبق بما سيقوله المتصل، تردنا اتصالات غزل وإعجاب، وهذا جيد، لكنه لا يخرج عن إطار الإعجاب”. وتوضح “اتصالات مثل القول “صباح الفل للحلوين”، وهذا الشيء لا يضايقني بتاتاً”. ويغطي تردد الإذاعة شمال الضفة الغربية ووسطها، إضافة إلى جنوبها، لكنها تواجه مشكلة في الوصول إلى قطاع غزة لأسباب تقنية، على ما تقول ميسون. وتوضح “نحن نسعى إلى أن يصل ترددنا إلى غزة وإلى العالم العربي، ونحن نبحث في السبل الكفيلة بتحقيق ذلك”. وتبث الإذاعة قضايا نسائية تصلها من قطاع غزة، من خلال مراسلة متفرغة للعمل مع الإذاعة من هناك، التي تعمل على تقديم رسالة إخبارية بشكل يومي، لكن المراسلة لا تسمع الإذاعة التي تعمل معها، بسبب عدم وصول البث. وقالت مراسلة الإذاعة في غزة، رولا أبو هاشم في اتصال هاتفي أجرته معها وكالة فرانس برس إنها تنتظر “بفارغ الصبر اليوم الذي يصل فيه بث الإذاعة إلى قطاع غزة”. وأضافت أبو هاشم “أنا أتابع أخبار الإذاعة عبر موقعها الإلكتروني، ولا أسمع شيئاً من الإذاعة إلا عندما أكون على الهواء مباشرة مع مقر الإذاعة في رام الله، عبر الهاتف”. وأكدت ” كمراسلة للإذاعة من غزة، ومن خلال تواصلي اليومي مع مؤسسات مختلفة، تسألني هذه المؤسسات عن الإذاعة التي أعمل لديها ولا يسمعونها”. وقالت “لا يوجد في غزة إذاعة متخصصة في قضايا المرأة، بالتالي فإن وصول تردد الإذاعة إلى غزة يهم جمهور المرأة الذي لا يهتم أصلاً بمتابعة الإذاعة عبر الإنترنت”. أ ف ب | رام الله