انطلقت من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، أول محطة إذاعية مخصصة للنساء في الشرق الأوسط. 'نساء إف إم'، تبث على موجة (96.0 FM)، ووفق تصريحات القائمين عليها من الفريق المتخصص بالمجال الإعلامي ومؤسسة 'سمايلنج تشيلدرين- أطفال مبتسمين' السويسرية، هي أول محطة تجارية مستقلة في الشرق الأوسط مخصصة للنساء، وتبث باللغة العربية. وأجمع متحدثون في مؤتمر صحفي عقد اليوم في المدينة للإعلان عن المحطة الإذاعية تلك، وفي احاديث منفصلة ل'وفا'، على أن المحطة تعمل على إيصال المعلومات الملهمة والمسلية للنساء من كافة الأعمار والشرائح الاجتماعية عبر المناطق الفلسطينية وفي الشتات، وستقدم الأخبار والمقابلات والقصص المتنوعة التي تتخللها الموسيقى. وقالت ميسون عودة مديرة المحطة، عن هذه الإنطلاقة 'بهذا نضيف بعدا جديدا للمجتمع الإذاعي في فلسطين...، ونحفز النساء من خلال سرد قصص النجاحات والتفاعل، بينما تخلق فرص عمل خصوصا للنساء'. وأضافت: نخطط لتقديم تدريب في آليات البث والصحافة لتعزيز مشاركة النساء المتخصصات في مجال المعلومات والاتصالات. ورأت عودة أن هذه المحطة إذاعية 'مميزة، فهي للنساء وليست لهن وحدهن، وهي إضافة إلى بث الموسيقى والتسلية وفتح باب النقاش حول الخبرات النسائية ومشاكلهن ونجاحاتهن، تسعى إلى تحسين الاتصال وتبادل المعلومات بين النساء اللواتي يفصلهن جدار الفصل العنصري ونقاط التفتيش، وإقحام الرجال بالنقاشات حول النساء بأسلوب يراعي الجانب التثقيفي بعيدا عن الاستفزاز'. ولفتت إلى أن 'نساء إف إم' ستمكن الفلسطينيات من خلال الزوايا الالكترونية و'الفيس بوك' والإعلام الاجتماعي الجديد، من 'المساهمة في محتوى المحطة بحيث يصبحن منتجات إعلاميات بدلا من مستهلكات للإعلام فقط'. وستوفر المحطة الإذاعية للنساء الفرصة لإيصال صوتهن إلى أبعد من جغرافية فلسطين، إلى كل مواطن اللجوء، وقالت عودة إن ذلك يتم ب'التعاون مع الشركاء المحليين كالمنظمات النسائية غير الحكومية وملتقى سيدات الأعمال، إذ ستشمل المحطة المواقع الالكترونية لتلك المؤسسات لاستقطاب مستمعين كثر محليا وإقليميا'. وعن تبلور فكرة إنشاء المحطة، بينت عودة ويان بورجستدت مؤسس 'سمايلنج تشيلدرن' الشريك الأساسي للمحطة، أنه رغم تمثيل النساء في الأرض الفلسطينية 50% من بين السكان، ورغم خصوصية المشهد الفلسطيني الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، فإن هناك غيابا لمحطة تختص بقضايا النساء وحدهن، تناقش همومهن وتسلط الضوء على إنجازاتهن وترفه عنهن، وتمثل جسرا لهن للتعلم والمساهمة والنقاش. وأعرب بورجستدت عن طموح مؤسسته في تمكين النساء وتشجيعهن على النجاح في الأعمال المتعلقة بالقضايا الاجتماعية، وعن أملها في تأسيس قاعدة اتصالات يكون جل تركيزها على النساء مع محاولة إقحام الرجال والنساء معا في حوارات حول خبراتهم وطموحاتهم، مركزا على هدفه في جعل 'نساء إف إم': أفضل محطة راديو مستقلة تماما ومستدامة ومكتفية ذاتيا خلال ثلاث سنوات... وبإمكان المحطة التقدم والنجاح.