وعندما نستبشر خيرا بما نسمع ونقرأ عن التنظيمات والتعليمات الجديدة التي تصدر لمنسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من أعلى سلطة فيها، تلك التي تمنع المداهمات والمطاردات وتصنيف الناس في الأسواق والشوارع، أقول عندما نستبشر خيرا بأن كل شيء يسير وفق نظام وآلية تكفل حقوق الإنسان، نصدم بأخبار وقضايا جديدة. ففي الأسبوع الماضي قرأنا أن مجموعة منهم تسللوا إلى مؤتمر صحفي له علاقة بنشاط لا يروق لبعضهم أو حتى معظم منسوبيها، ودار حول ذلك لغط فقائل يقول: إن الهيئة لا علم لها بهذا المؤتمر ولا بمن حضروه. وآخر قال: إن المسألة تخضع لإدارة الهيئة في المدينة التي أقيم فيها المؤتمر.. ومثله خبر اقتياد سيدة وطفلتيها إلى مركز الشرطة وحضور ابنيها وادعاء منسوبي الهيئة أنهم اعتدوا عليهم. أين اعتدت السيدة وطفلتاها وولداها على منسوبي الهيئة؟ في (مركز الهيئة).. الموضوع الآن رهن التحقيق. لكن تعودنا أن تكون النهايات لصالح الهيئة وتبرئة منسوبيها.. السؤال هو: لماذا الإصرار على اقتيادها وطفلتيها إلى مركز الهيئة. فقد أمروهن بالخروج وامتثلن للأوامر واستقللن سيارتهن واعتذرت السيدة بأنها لا تعلم أن المطعم ليس به قسم للسيدات وأن عامل المطعم لم ينبهها لذلك.. كان يمكن أن ينتهي الأمر عند هذا الحد. أمر بالمعروف ونصيحة وقبول من قبل السيدة وخروج من المطعم إلى السيارة.. غير أن (الثقافة القديمة) لدى بعض منسوبي الهيئة لا تعترف بالتسامح ولا تكتفي بالنصيحة. بل تذهب إلى الأقصى وتقتاد الناس إلى مواقعها وهنا قد يقع اشتباك المتسبب فيه هو المفترض أن يأمر بالمعروف.