اختارت أمريكا أوباما، اختارته لأنه اعتبر الاقتصاد هو الحل للمشكلات التي عانت منها، وما خروجها من عنق زجاجة الأزمة العالمية إلا بفضل السياسات الاقتصادية للبيت الأبيض إضافة إلى الخروج من فترة الكساد بسرعة، الجميع فرح بفوز أوباما ولكن لماذا نفرح نحن في العالم العربي؟ أوباما رئيس رمادي الملامح بالنسبة لقضايانا، فهو لم يتعامل معها بشكل يجعلنا نتفاءل في الأربع سنوات المقبلة، على سبيل المثال اتضح ضعف الإدارة الامريكية في إدارة الأزمة السورية بين الحفاظ على مصالحها المتمثلة في بقاء إسرائيل آمنة من الربيع العربي، وبين هدر الدم السوري الذي بقيت تتفرج عليه، واتضح من سياقات 18 شهراً أن روسيا ملكت زمام القوة في الأزمة، فيما إدارة أوباما استمرت في النظر للأمر وكأنه لايعنيها إلا من تصريحات أو زيارات للمرأة القوية في الإدارة الأمريكية هيلاري كلينتون. كل المواقف التي اتخذها أوباما أوحت بأن أمريكا تحولت من دولة قوية إلى دولة «حمل وديع»، يسهل الوقوف في وجهها، ويسهل كسر كلمتها، ولذا فإن كل سنوات حكم أوباما أعطت جنوحاً نحو السلم الزائد، وهروباً من التحديات وتركيزاً على الاقتصاد. في حادثة قتل أسامة بن لادن، ظهر الرئيس الأمريكي في صور أثناء العملية توضح خوفه، وعدم قدرته على ضبط انفعالاته، وتحول إلى مشجع بيسبول مشمر عن ساعديه، ينتظر نتيجة غزو قواته الخاصة لأفغانستان، ونجح فيما أراد بهدف تحقيق حظوة في الانتخابات وهو ما استطاع قطفه. أعتقد مثلما يظن غيري أن أمريكا لم تواجه ضعفاً في سياساتها الخارجية مثل الآن، والخوف أن ينعكس هذا الأمر في السنوات القادمة فيتحول الموضوع إلى سمة أمريكية. إضاءة: القادة الأقوياء يفرضون على العالم قوتهم.