سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلع الأدوية والسيارات الأمريكية أكبر الخاسرين جراء استمرار هبوط اليورو مقابل الدولار أكد أن استمرار انخفاضه سيحدث حرباً بين أكبر 3 كتل تجارية بالعالم.. الدراج ل « الرياض »:
أكد متخصص اقتصادي أن استمرار هبوط اليورو سيهدد بحدوث حرب تجارية واسعة بين اكبر 3 كتل في العالم وهي الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والصين يأتي ذلك في الوقت الذي سيجتمع وزراء المالية ومديرو البنوك المركزية في اجتماع تحضيري للاتفاق على أجندة قمة العشرين التي ستنعقد في وقت لاحق من هذا الشهر في مدينة تورنتو الكندية. وقال ل "الرياض" سهيل الدراج المتخصص في الشؤون الاقتصادية الدولية إن فشل صانعي السياسات الاقتصادية ومديري البنوك المركزية ووزراء المالية المجتمعين في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية في الوصول إلى اتفاق بشأن الخلطة السرية للتعافي الاقتصادي والخروج من الأزمة المالية التي ضربت العالم في عام 2008، يزيد الأمور صعوبة على الصعيد العالمي، فالأوروبيون يبدو جليا أنهم قرروا المضي في طريقهم التقشفي وترك اليورو يمضي في طريقه للهبوط. في حين أعلن الأمريكان عدم رضاهم عن اللعبة الأوروبية التي تنوي الدفع بالصادرات الأوروبية لتحقيق النمو على حساب دول كالولاياتالمتحدةالأمريكية والتي لا تزال ملتزمة بإنفاق حكومي كبير ساهم في عودة الولاياتالمتحدة إلى النمو سريعاً. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تدفع حاليا ثمن سياساتها المالية عندما تم التضييق على صاحب فكرة الدولار القوي بول أونيل وزير الخزانة في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، وتم استبداله بجون سنو في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش وبمباركة من ألن جرينسبان، حيث قام الأمريكان بأخطر لعبة على الإطلاق وهي ترك الدولار يهبط لمدة 8 سنوات متتالية منذ عام 2000 وحتى عام 2008، حيث انتهت تلك اللعبة الخطرة إلى اكبر كارثة اقتصادية ومالية منذ الكساد الكبير. وأردف لقد استخدم الأمريكان في حقبة الرئيس جورج بوش عدة محاور لضرب الدولار الأمريكي بدءا من خفض الفائدة بشكل مفرط، وإصدار السندات الأمريكية دون ضوابط، والإنفاق العسكري الضخم على حرب العراق وأفغانستان والإرهاب، ومفاقمة العجز في الميزانية الأمريكية، والعجز في الميزان التجاري، ومراهنة دور الاستشارات المالية والمحليين الماليين على هبوط الدولار، وإقناع دول كثيرة بفك ارتباطها بالدولار. وأفاد أن استمرار هبوط اليورو سيهدد بحدوث حرب تجارية واسعة بين اكبر 3 كتل في العالم وهي الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والصين. وأبان بان هبوط اليوان الصيني واليورو أصبح يشكل خطرا بالغا على اقتصاد الولاياتالمتحدة لأن إنفاق الولاياتالمتحدة الحكومي قد يتحول إلى الخارج بسهولة في صورة واردات رخيصة تأتي من الصين وأوروبا. وتابع بأن الولاياتالمتحدة تخشى كثيرا أوروبا لأن أوروبا تعتبر قلعة صناعية كبيرة ذات منتجات جيدة ومعروفة عالميا. ولفت إلى أن هبوط اليورو سيعزز مبيعات الايرباص الأوروبية مقابل تراجع في طلبيات البوينغ الأمريكية، وسيعزز مبيعات الأدوية الأوروبية إلى العالم مقابل ضعف في مبيعات الأدوية الأمريكية، وكذلك السيارات الأوروبية التي لن ستزيد حصتها عالميا مقابل تراجع السيارات الأمريكية والتي لاتزال لم تفق من كبوتها التي تعرضت لها خلال الأزمة المالية العالمية. وأكد الدراج أن تراجع مبيعات الشركات الأمريكية عالميا بفعل قوة الدولار وخسارة حصص سوقية أمام اليورو ينذر بدخول الولاياتالمتحدة في ركود اقتصادي جديد. ذاكرا ملامح الدورة الاقتصادية الحالية والتي ستكون تضخمية وهشة ويتوقع أن تنتهي بنهاية رئاسة الرئيس الحالي باراك أوباما اي في منتصف عام 2012. وشدد على أن أمريكا لن تصمت تجاه الظروف الحالية وهي التي أوجدت منظمة التجارة العالمية التي نادت بفتح الحدود أمام المنتجات العالمية وعدم وضع العراقيل. واختتم بان أمريكا تعرضت لضرر كبير لاقتصادها بفعل تدفق المنتجات الرخيصة والمنتجات الجيدة إلى اقتصادها دون عوائق.. وبالتالي فإن المجتمع الدولي سيكون بالتأكيد أمام قواعد جديدة للاقتصاد العالمي تكون فيه العملات هي السيد وهي الورقة الرابحة في عصر العولمة.