وثانٍ تحت السن القانونية، وثالث لا يعرف الطرق، ورابع يعجز عن قراءة اللوحات. وخامس منشغل بالجوال، وسادس جاء من قريته تواً، وسابع منشغل بحوار ساخن مع زوجته أو رفيقه، وثامن يزاحم سيارة إسعاف لينجو من الزحمة. أكثرهم ينظر إلى الوراء ليأخذ تعليماته من سيدة المقعد الخلفي فلا يستعيد توازنه إلا بعد الحادث. نحو تسعين ثقافة تتخاطب ميدانياً في شوارع الرياض عبر سيارات مختلفة الأحجام وموديلاتها؛ يحاول كل منهم أن يفرض ما يعرفه في أرض المنشأ هذا إن كان يعرف القيادة أصلا. بعضهم يحصل على رخصة أقرب لأن تكون مزورة، وأحيانا لا يرى داعياً لذلك ففي الشارع يكون التعلم أسرع حتى إن كان الثمن باهظا. الضائعون في شوارع الرياضوجدةوالدمام هم الذين يحاولون الانضباط ويحترمون القوانين فيغدون ضحايا لأصحاب اللغات العشوائية والمتهورة مثلما حدث مع جيل أرامكو قبل سنوات حين أصبحت شوارع الدمام ميداناً للعشوائية فكانوا أكثر ضحايا الحوادث يلتزم أحدهم بعلامة الوقوف فيصدمه من الخلف سائق لا يعرف إشارة المرور نفسها. تنتشر في الرياض حالياً، بشكل لافت ومتزايد، عبارة «السائق تحت التدريب» يلصقها أناس يقرون علانية بأن السائق غير مؤهل للقيادة ويبرئون أنفسهم بهذا الإيضاح، يريدون أن يتحول جميع مستخدمي الطريق إلى معاونين لهذا المبتدئ وأن يتحملوا أخطاءه الكثر إلى أن يتعلم مع أن المشكلة أنه قد يهرب من كفيله فيغدو هذا التعليم هدراً. هذه العبارة تعني أن السائق خطر بإقرار كفيله ومع ذلك يتجاوز دوريات المرور باطمئنان دون مساءلة تأكيدا لإضافة نوع من العبث والتهور إلى الشارع المزدحم أصلا. معظم السائقين مبتدئون فلماذا لا تجعل «دلّة» طرق الرياض ساحات تدريب لها؟