الدمام حبيب محمود الصفواني: البحث عن مصائد وفيرة وراء كثرة مخالفات الصيادين. أحالت السلطات الإيرانية في مدينة بوشهر، أمس الأربعاء، خمسة صيادين هنوداً إلى المحاكمة، على خلفية دخولهم المياه الإقليمية الإيرانية. وكانت قناة «برس تي في» الإيرانية قد قالت إن دوريات حرس الحدود في بوشهر ضبطت الصيادين على متن قارب صيد سعودي، أمس الأول الثلاثاء. وجاءت الإحالة بعد يوم واحد من إطلاق سراح ستة صيادين آخرين احتُجزوا مدة أسبوعين على خلفية مخالفة مماثلة. وكشفت مصادر مطلعة في بوشهر ل «الشرق» أمس أن المقبوض عليهم الخمسة كانوا يستقلّون قارباً يحمل اسم «غياض الأول» ورقمه 7858، وطوله 17 متراً من الفيبر جلاس. في حين أوضحت مصادر في حرس الحدود السعودي أن القارب يعود للمواطن إبراهيم محمد عيسى الحماقي، وقد حصل صيادوه على تصريح لدخول البحر مدته أسبوع تنتهي اليوم الخميس. وقالت مصادر «الشرق» في بوشهر إن القارب محتَجَز لدى حرس الحدود الإيراني، في حين تمّ توقيف الصيادين الخمسة تمهيداً لمحاكمتهم حسب القانون الإيراني. وأضافت «تمّ تعيين محامٍ للترافع عنهم من قبل مؤسسة أهلية تجمع الصيادين في بوشهر تحمل اسم «تعاوني صيادي» بعد التنسيق مع مالك القارب السعودي. ونقلت مصادر في «تعاوني صيادي» ل «الشرق» عن محامي الصيادين قوله إن المحاكمة ستتمّ في غضون أسبوع، موضّحة أن سلطات حرس الحدود سلّمت ملف القضية إلى جهات أمنية أخرى، ولم يتم تحديد تهمة بعينها حتى أمس الأربعاء، مشيرة إلى أن ذلك سيتمّ قبيل المحاكمة. وقالت المصادر إن العقوبات المتوقعة تتراوح بين الإفراج عن الصيادين والاكتفاء بمدة توقيفهم كعقوبة، وبين السجن مدةً لا تزيد عن شهرين، موضحة أن العقوبات قد تشمل تغريم الصيادين، ويتمّ الحكم بناء على رؤية القاضي الذي يبحث في طبيعة المخالفة وهل هي مخالفة لنظام الثروة السمكية فقط أم الأنظمة الحدودية أو كليهما معاً، مضيفة أن الحدّ الأدنى للغرامة يصل إلى 800 ألف تومان إيراني الذي يساوي 1000 ريال سعودي بسعر الصرف الحالي تقريباً. وعلمت «الشرق» أن صيادي القارب الأول الستة المفرج عنهم كانوا على متن قارب اسمه « ذو الفقار» وقد وصلوا إلى الأراضي السعودية أمس الأربعاء، وحصلت «الشرق» على قائمة بأسمائهم. جعفر الصفواني جدير بالذكر أن حرس الحدود في المملكة يطبّق عقوبة إضافية على الصيادين الذين يدخلون مياه الدول المجاورة، وتتمثل العقوبة في سجن قائد القارب شهراً وتغريم صاحبه عشرة آلاف ريال. وتشهد المياه الإقليمية بين الدول المحيطة بالخليج العربي حالات متكرّرة من دخول المياه الإقليمية من قبل الصيادين، لأسباب مختلفة يأتي في مقدمتها البحث عن مصائد أسماك أكثر وفرة، حسب نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني الذي قال ل «الشرق» أيضاً إن المشكلات الفنية التي تتعرّض لها قوارب قد تتسبب في جرفها إلى مياه إقليمية في دولة أخرى لكنه اعتبر السبب الأخير «نادراً». العرقوبي: لم نتلقَّ أي بلاغ.. ومثل هذا الحالات معتادة الدمام هند الأحمد العقيد خالد العرقوبي قال الناطق الإعلامي في حرس الحدود في المنطقة الشرقية العقيد خالد العرقوبي ل «الشرق» إن جهازه لم يتلقّ أي بلاغ عن احتجاز القارب السعودي الأخير، مضيفاً «لو حدث ذلك فعلاً فهو أمر اعتيادي يحدث باستمرار نظراً لتقارب المياه الإقليمية بين الدول المحيطة بالخليج العربي». وأوضح أن هناك «اتفاقيات ثنائية بين دول الإقليم تنظم الإجراءات المتبعة في حال حدوث مثل هذه المخالفات». وأضاف أن «كل دولة تطبق أنظمتها على المخالفين». حوادث متكررة في الخليج (جرافيك الشرق)