انتقدت الأحزاب الإسلامية في الجزائر التصريحات التي أدلى بها زعيم حزب الأغلبية البرلمانية، عندما توقع ألا يحرز الإسلاميون مجتمعين في الانتخابات البرلمانية المقبلة إلا نسبة %35 ورأوا في ذلك محاولة لتحجيمهم. وبرر عبدالعزيز بلخادم، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي أمام حشد من الصحفيين، هذه النسبة اعتماداً على النتائج التي حققها الإسلاميون في كل من تونس ومصر والمغرب، متوقعاً أن يحصد الإسلاميون نفس النسبة في الانتخابات المقررة الربيع المقبل. واستهجن فاتح ربيعي رئيس حركة النهضة الإسلامية في الجزائر في تصريح ل»الشرق» ما ذهب إليه بلخادم، لأن ذلك «ينم عن عقلية قديمة لم تستوعب ما يحصل في العالم، من حراك وتغييرات استراتيجية»، وأضاف أن مثل هذه التصريحات تبعث «برسائل سلبية لعموم الشعب الجزائري والطبقة السياسية خارج الحكم بأن الانتخابات المقبلة لن تحظى بالنزاهة والشفافية»، متسائلاً على أي أساس يقدم حزب سياسي إحصاءات عن فوز تيار بنسبة معينة، مشككاً في أن «دوائر معينة تريد أن تحدد سلفاً نتيجة التيار الإسلامي، وهي تسعى من الآن في سبيل تكريسها على الأرض».ومن جهته، تساءل المتحدث الإعلامي لحركة مجتمع السلم شريك حزب بلخادم في التحالف الرئاسي عن مصدر هذه الأرقام، وإن كان حزب الأغلبية البرلمانية أصبح يتولى قياس نوايا انتخاب الجزائريين، وقال محمد جمعة ل»الشرق» إن «الإسلاميين بشكل عام دائماً يحوزون الأغلبية، وهو ما بينته التجارب، والشعب وحده هو من يمنح صوته لمن يشاء»، شريطة أن تتوفر -كما يقول- عوامل نزاهة الانتخابات، لافتاً إلى أن البعض يسعى من الآن للتأثير على توجهات الناخب الجزائري باتجاه تقليص حظوظ الإسلاميين، خشية من الأثر الذي قد تتركه العملية الانتخابية، التي كرست فوز الإسلاميين في كل من مصر وتونس على خلفية أحداث الربيع العربي. وهاجم القيادي البارز في جبهة العدالة والتنمية -قيد التأسيس- عبدالعزيز بلخادم، وقال بن خلاف ل»الشرق» إن «تصريح بلخادم إشارة واضحة للمساس بمصداقية الانتخابات المقبلة رغم القوانين الناقصة، والضمانات التي أطلقها الرئيس من أجل ضمان نزاهتها»، وشكك القيادي في حزب الشيخ عبدالله جاب الله من نوايا بلخادم على أن بعض الجهات الحزبية تعودت على أن الإدارة تزور لهم عند كل عملية انتخابية.