اعتبرت فرنسا أمس أن أعمال العنف التي شهدتها سوريا تشكل «مجزرة على نطاق غير مسبوق» ودعت روسيا إلى «تسريع» المفاوضات في مجلس الأمن بشأن مشروع القرار الذي تقدمت به. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «يجب القيام بكل شيء لوقف دوامة القتل هذه التي يدفع (الرئيس السوري) بشار الأسد شعبه فيها يوميا». من جهة أخرى اعتقلت قوات الأمن السورية مراسلا لصحيفة السفير اللبنانية في سوريا خلال تظاهرة معارضة للنظام السوري في دمشق، بحسب ما أفاد مسؤول في قسم التحرير في الصحفية أمس. وقال المسؤول رافضا الإفصاح عن اسمه «فقدنا الاتصال مع مراسلنا محمد دحنون أول أمس خلال تظاهرة احتجاج في شارع الميدان في دمشق». وأضاف «تم اعتقاله. رأى شهود عناصر من الأمن يجرونه بعيدا عن الحشد»، مضيفا أن دحنون كان «على الأرجح يغطي التظاهرة». ويراسل دحنون ملحق «الشباب» في جريدة السفير منذ خمس سنوات، إلا أنه بدأ خلال الأشهر الأخيرة يكتب عن حركة الاحتجاج السورية وعملية القمع التي تواجه بها وتسببت حتى الآن بمقتل أكثر من 5000 شخص. وتعتبر صحيفة السفير إجمالا مؤيدة للسياسة السورية ول»محور الممانعة والمقاومة» الذي تمثله دمشق وحزب الله ضد إسرائيل في المنطقة. إلا أنها ومنذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف مارس، نشرت مقالات وتحليلات عدة تتضمن انتقادات للنظام السوري. وكان آخر هذه المقالات افتتاحية لصاحب الصحيفة طلال سلمان نشرت في 12 ديسمبر ودعت بشكل غير مباشر الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي. ومما جاء في الافتتاحية «بعد عشرة شهور من الاضطراب الدموي سقط خلالها آلاف من الضحايا، لم تعد تكفي البيانات الرسمية المقتضبة عن «العصابات المسلحة» لتفسير ما يحصل في سوريا ولها». واعتبر سلمان أن «الروايات الرسمية» عما يحصل في سوريا «لا يقبلها عقل ولا تصدر عن منطق». ودعا الرئيس السوري إلى «أن يصارح شخصيا الشعب السوري، وأن يقدم توصيفا دقيقا وجديا للأوضاع المضطربة في سوريا». وكتب «لا بد من إيقاف عمليات القتل والاعتقال التي باتت تهدد وحدة الوطن السوري»، داعيا الرئيس السوري إلى «مبادرة شجاعة وسريعة». وتساءل إن كان الأسد سيتخذ «من مبادرة جمال عبد الناصر بعد هزيمة الخامس من يونيو 1967 دليلا ومرشدا إلى الإنقاذ»، في إشارة إلى إعلان عبد الناصر تنحيه عن السلطة في ذلك الوقت.