أوضح اختصاصي التثقيف الصحي حمد بن خالد الخويلد أن عملية التثقيف الصحي تهدف إلي تمكين أفراد المجتمع من التعرف على أوضاعهم الصحية مع تقديم أساليب المساعدة التي تسهل عليهم اتخاذ القرار المناسب نحو التغييرات السلوكية الطوعية الرامية إلى تحسين وتعزيز أوضاعهم الصحية والمحافظة عليها، مبيناً أن العملية تتضمن تمكين الفرد من التعرف على المواقف والقيم والمهارات الحسية، والحركية والحياتية وتعزيز المعلومة الصحيحة بهدف تثبيت قناعة الفرد بالتوجه نحو المسار الصحيح لعملية تغيير السلوك. وقال الخويلد «إن نشرالمعلومات عبر الوسائل الإعلامية يأتي بعد ثلاث مراحل من مراحل التشخيص للمشكلة أوالقضية التي تقع ضمن الأولويات التي يتم تحديدها وهي، (مرحلة التشخيص الاجتماعي، مرحلة التشخيص الوبائي، ومرحلة التشخيص السلوكي والبيئي)، وتأتي مرحلة التشخيص التثقيفي والتنظيمي للعملية التثقيفية التي تعد الوسائل التثقيفية جزءاً منها، ولكن العمل وفق هذه الإستراتيجية لا يجيدها سوى اختصاصيي التثقيف الصحي، وقد يلجأ المتخصصون في التثقيف الصحي أو المتدربون على ممارسة هذا التخصص أحياناً إلى استخدام الوسائل التثقيفية بشكل مباشر دون الخوض في مراحل التشخيص في حال ظهرت مشكلة طارئة بالمجتمع، أو مشكلة يعاني منها المجتمع مثل؛ السمنة، داء السكر أو ضغط الدم .. ورأوا أنها تتطلب تدخلاً سريعاً فهم يلجئون لمواجهتها بما لديهم من وسائل وذلك لأنهم لا يمتلكون الإمكانيات التي تمكنهم من السير وفق مراحل التخطيط الإستراتيجي (تشخيص المجتمع).وأشار الخويلد إلى أن التطورات الملحوظة في العالم والاهتمام بالوقاية والتركيزعلى البرامج التثقيفية والتخطيط الفاعل للجهود الصحية وقال «قرأت في أحد مواقع الصحة الأمريكية أن أكثر من 1.7 مليون أمريكي يموتون من الأمراض المزمنة في كل عام، وهو ما يمثل حوالي 70 % من مجموع الوفيات في الولاياتالمتحدة وتنفق على الرعاية الصحية أكثر من أي بلد آخر في العالم وكذلك أشار التقرير الذي نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها إلي أن نحو 60 % من إجمالي الوفيات في العالم ترجع إلى الأمراض المزمنة غير المعدية، ولو أمعنا النظر في أوضاعنا نحن السعوديين فأننا لسنا بعيدين عن ذلك فلقد نشرت جمعية طب الأسرة والمجتمع على موقعها الإلكتروني أن 17% من عدد الوفيات في المملكة العربية السعودية بسبب جلطات القلب، و59% من عدد الوفيات بسبب ارتفاع ضغط الدم، بينما 35% من المواطنين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وأن تكلفة علاج الأمراض المزمنة بالمملكة تستهلك أكثر من 70% من تكاليف الخدمات الصحية، وتأكد أيضا بعض الدراسات التي نشرتها الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء أن نسبة المصابين بزيادة الوزن من النساء والرجال قد تجاوزت 70% من المجتمع السعودي. كما أن نسبة حدوث السمنة في الفئة العمرية 25-64 سنة قد تجاوزت 35% لدى النساء و 28% لدى الرجال ونسبة حدوث السمنة المفرطة قد تجاوزت 50% من النساء متوسطي العمر في المملكة».