قُتِلَ ثلاثة من رجال الشرطة المصرية وأصيب آخر في هجوم مسلح على سيارة للشرطة على طريق جسر الوادي في مدينة العريشبسيناء، حسبما أعلن التليفزيون المصري الرسمي أمس.وقالت مصادر أمنية في شمال سيناء إن «مسلحين مجهولين يُرجَّح أن يكونوا من العناصر الجهادية هاجموا سيارة للنجدة وأطلقوا الرصاص على من بداخلها وفروا هاربين دون معرفة أسباب الهجوم». وذكرت مصادر طبية «أن شرطيا لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى متأثرا بجروح خطيرة»، وأصيب في الحادث مدني تصادف وجوده في منطقة الهجوم. وفي أعقاب الحادث، انتشرت قوات الأمن في المكان وفرضت طوقا أمنيا حول مدينة العريش في محاولة للقبض على منفذي الهجوم.ومنذ بداية أغسطس الماضي، ينفذ الجيش المصري عملية أمنية واسعة في شبه جزيرة سيناء بعد مقتل 16 جنديا مصريا في نقطة حدودية بين مصر وإسرائيل.وأدى الانفلات الأمني إلى وصول كثير من الأسلحة والذخيرة للمسلحين في سيناء، وتتهم الحكومة المصرية جماعات جهادية مسلحة بالوقوف خلف هذه الهجمات.من جانبه، توقع اللواء أركان حرب، محمد علي بلال، أن لا تستطيع القوات المصرية الموجودة في سيناء التعامل في مواجهات بهذا الشكل، وأضاف «الجيش النظامي يحارب جيشا نظاميا آخر وليس عصابات مسلحة، ففارق الخفة بين الطرفين كبير ولصالح المسلحين».وذكّر اللواء بلال، في تصريحات ل «الشرق»، بأن الولاياتالمتحدة نفسها فشلت في التعامل مع طالبان والقاعدة في أفغانستان بسبب نفس الخطأ الاستراتيجي، مشدداً على «أن هناك خطأ في التعامل مع الجهاديين المسلحين عن طريق الأسلحة الثقيلة والدبابات، فمواجهة العناصر الإرهابية تتم عن طريق أجهزة أمن الدولة والمباحث والاختراق والتعاون مع القبائل».وأوصي بلال، الذي قاد الجيش المصري في حرب الخليج 1990، السلطات الأمنية بالتعامل الجيد مع شيوخ القبائل كي يتعاونوا مع الأمن.واعتبر بلال أن أكبر خطأ وقعت فيه ثورة 25 يناير كان تفكيك جهاز أمن الدولة الذي كان يخترق تلك الجماعات المسلحة جيدا ويعرف خططها ويحتويها، واصفاً العملية «نسر» التي تقوم بها القوات المسلحة في سيناء بالعملية الفاشلة. في سياقٍ متصل، ذكرت مصادر أمنية في شمال سيناء أن مسلحين مجهولين ينتمون لإحدى القبائل البدوية شنوا مساء الجمعة هجوما بالأسلحة النارية على مقر قسم شرطة مدينة نخل في وسط سيناء بهدف تحرير مسجون قريب لهم.وقال شهود عيان إن المسلحين كانوا يستقلون سيارات رباعية الدفع بدون لوحات معدنية فتحوا نيران أسلحتهم المختلفة الرشاشة والمتعددة على مقر قسم شرطة نخل وهم يبعدون عنه نحو 300 متر.