لأن الدين عند الله الإسلام، ولأن الإسلام هو الاستجابة لنداء الوعي والضمير والخير، ولأنه تسمية أبينا إبراهيم وملته السمحة، ولأنه جذر كل سلام من عند الله ربنا وهو السلام ذو الجلال والإكرام.. لكل ذلك وأكثر يحرص المسلم الصادق على ألا يتشظى معنى هذا الدين الخالد بين الطوائف والمذاهب من جهة وبين كيد أعدائه من جهة أخرى.. كان الشيخ صالح المقبلي -وهو من علماء اليمن في القرن الحادي عشرالهجري- يقول: «اللهم لا مذهب لي إلا دين الإسلام».. وليت أن مقولته تصبح شعار عامة المسلمين المعتدلين الذين تخفت أصواتهم إزاء أصوات الغلاة الذين لا هم لهم في أي مجلس إلا إحياء ثارات كتب التراث التي تحتاج للغربلة والتمحيص لأنها أخرجت الإسلام من معناه العظيم الذي يسع الثقلين، كان (مطوع) القرية يذكرنا بالله والدار الآخرة والإحسان للخلق، ودار الزمن ليحدثنا خريج الكلية الشرعية عن الصراع مع المذاهب الأخرى، وليعلمنا بشكل غير مباشر تقديم سوء الظن على حسن الظن، وهكذا تنشأ النفسية المتطرفة بفعل عدوى المجالس، وتبدأ رحلة توجس المسلم من المسلم على غير يقين، فذاك سلفي جامد! وهذا إخونجي حركي! وفلان من فلول المجوس والصفويين! وعلان صوفي يبطل الشرع ويقول بالذوق والكشف!. ثم يكون التشاتم والسباب واستحضار التاريخ وهو حمولة ثقيلة عابرة للزمن.. ومع ذلك فالإصلاح في أمة محمد ليس بالمستحيل.. نحن أبناء البلاد التي أشرق منها نور الرسالة نؤمّل ونعوّل بعد الله على مركز الملك عبدالله للحوار بين المذاهب خاصة أننا نختلف في آرائنا وليس في دين الله.. وهنا نذكر بشعر شوقي: في الرأي تضطغن العقول وليس تضطغن الصدور.